طباعة

متكئون على الأرصفة يتعجبون من حال الدنيا.. والرزق الحلال أنهك ما تبقى من قوة

الجمعة 30/03/2018 07:32 م

أحمد عمادالدين

في لقطة رصدتها عدسة "بوابة المواطن"، نرى سيدتان تجاوزا من العمر أرزله، ترصدان حركة الناس في الشارع، واحدة منهم معها صندوق به ألوان مختلفة من "البسكويت" والأخرى معها كيس به بعضا من أكياس المناديل.

طلب الرزق الحلال كان وجهتهم.. 

خرجوا من بيوتهم للجلوس في أحد الشوارع رغبة في الرزق الحلال، لم يعيقهم كبر السن أبدًا عن السعي في طلب الرزق متحدين كافة العوامل، حيث لم تمنعهم يومًا أشعة الشمس الحارقة في الصيف ولا سقيع الجو في الشتاء، فقد خرجوا عاقدين النية على أن لا يعودوا إلا ومعهم قوت يومهم، اختلفوا عن الكثيرين ممن يماثلهم في هذا الهرم، حيث أنهم لم يلجأوا إلى التسول أو مد الأيدي لطلب المساعدة من الغير.

الزمن غير الزمن..

يعيشون في زمان غير زمانهم، وهو ما يجعلهم يترقبون وبحدة حركة الناس والسيارات في الشارع، حيث أن السرعة في حركة الأشياء من حولهم تدفع عقولهم إلى التفكير في زمانهم وحاجتهم الملحة في العودة إلى هناك حيث الخير والبساطة وعدم التعقيد.

طابع خاص للحديث..

الحديث بينهم له طابع وشكل خاص، حيث المصطلحات اللغوية القديمة والقيم والعادات الثابتة التي تغيرت وظهرت عادات غيرها لم يستطيعوا استيعابها ولا تقبلها، الحديث بين كل منهم لبعض مريح، فهم يفهمون بعض حيث ولدوا في نفس الزمن وعاشوا نفس الحياة السياسية والاقتصادية والمجتمعية، وهو ما كون نفس الطابع لديهم وجعلهم يتحدثون مع بعض بأريحية.