طباعة

"يارب خَلِّص".. جملة يحتفل بها أبناء الكنسية في مراسم رسمية

السبت 31/03/2018 09:42 م

سارة منصور

المسيح في صورة تعبيرية عن أحد السعف

تحل على أسر الأقباط في مصر غدا الأحد ذكرى عيد "أحد السعف".. الذي يحتفل بها الأقباط في محافظات مصر المختلفة من خلال مراسم احتفالية تتوج بها الكنائس وتغبط بها الأسر المسيحية جميعًا.

ويعرف "أحد السعف" في الأصل بـ "أحد الشعانين"، و"الشعائين" هي في الأصل كلمة عبرانية تعني "يارب خَلِّص" ؛ لأن اليهود في ذلك اليوم استقبلوا السيد المسيح وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون، أثناء دخول موكب السيد المسيح إلى القدس كملك منتصر.

كيف تحتفل الكنائس والأقباط؟
وتأتى مراسم الاحتفال في ذلك العيد في تزين الكنائس بفروع النخيل والصلبان المصنوعة من السعف؛ لتذكير كل المسيحيين بدخول موكب يسوع، الذي لم يرض أن يسير في موكبه الملوك والأمراء وأصحاب السلطة والأغنياء، لكنه كان يريد أن يدعو للجميع ليسير معه في الموكب.

وتأتي احتفالات الأقباط في الشارع.. حيث يسيرون الأقباط حاملين معهم سعف النخيل الأبيض ويذهبون به إلى الكنائس.. حيث يبيعه لهم بعض مسلمي القرى الذين يعرفون موعد "عيد السعف"، ويقطعون قلوب السعف ويبيعونه للمسيحيين، أما أهالي القرية نفسها فيقومون في ذلك اليوم بقطع فروع النخيل الصفراء أو البيضاء والتي تكون في قلب النخيل ويهدونها إلى بعضهم.

أشغال السعف
في ليلة السبت.. يجدل الأقباط السعف ويصنعون أشكالًا جميلة، تمثل شكل القلب، والصليب، وأساور، وخواتم، وتيجان، ومنها ما يمثل شكل الحمار، أو الجمل، وعُش النمل، و"مجدولة القربانة" أيضًا، ويشترك الرجال والنساء والأطفال فى هذه الأشغال بفرح؛ ثم يذهبون بها صباح "أحد السعف" إلى الكنيسة، ويحضرون الصلاة وهي معهم، ثم يرشونها بالماء الذي صلى عليه الكاهن؛ لتصبح مباركة، ثم يعودون بها إلى منازلهم ويعلقونها وتترك إلى العام التالي.

"أكاليل" على القبور
ولعل السعف كان يستخدم قديما في زيارة القبور، حيث يصنعون منه الأكاليل، كما كانوا يقدمونه مع البلح قربانًا لإله النيل، كما كانوا يستخدمونه فى استقبال الملوك، ولوقت قريب جدًا كان المسلمون يستخدمونه فى استقبال الحجاج وهم عائدون من الأراضي المقدسة.

أحد القيامة
وعقب انتهاء العيد.. يستعد الأقباط لعيد أخر وهو "أحد القيامة"، والطقس الكنسي لهذا الأسبوع يتمثل بتذكر الآلام التي لاقاها "السيد المسيح"، والتعايش مع أحداثها يومًا بيوم، لذا سُمىَّ "أسبوع الآلام" منذ حوالي 1600 سنة، وقبل هذا التاريخ كان يسمى "الأسبوع العظيم".

ولعل ما يلاحظ عن هذا العيد أنه إذا توفى أحد خلال هذا الأسبوع لا يتم الصلاة عليه، حيث أنه لا تقام جنازات في غضون "أسبوع الآلام"؛ وذلك لأن هذا الأسبوع قد خُصص لعمل تذكار آلام وصلب وموت السيد المسيح، كما أنه قد قاسى في هذا الأسبوع في نفسه وجسده معًا، لهذا رأت الكنيسة أن لا تشترك في حزن آخر غير حزن "يسوع" عريسها، كما أن الكنيسة قد خصصت هذا الأسبوع لصرفه في الصلاة والتسبيح والصوم.