طباعة

فضفضة "بوابة المواطن" ... تركني في منتصف الطريق دون سابق إنذار .. ماذا أفعل؟

الأحد 01/04/2018 06:36 م

نسمة ريان

في منتصف الطريق

هناك الكثير من المواقف الصادمة في حياتنا، التي لم نكن نتوقعها يوما مطلقا، والتي نقف أمامها عاجزين النفس والروح والقلب علي التعامل معها أو إدراكها، ونتساءل لماذا يمكن أن يجرحنا أشخاص لم نقدم لهم في حياتنا الا كل الخير؟ لماذا أحيانا تأتي الضربة القوية من أعز وأغلي من نملك دون سابق إنذار؟ ولماذا يقتلنا أشخاص كنا سببا يوما ما في إحياءهم مجددا؟ وتساءلت قارئة لـ "بوابة المواطن" عبر رسالة موجعة بعنوان " تركني في منتصف الطريق .. ماذا أفعل؟ قائلة:
"يمكن حياتي تكون بأشبه حكايات الف ليلة وليله اللي مش ممكن حد يصدقها او يكون ليها بين المنطق والعقل والمشاعر سبب، انا فتاة عندي 28 سنة، اتعرفت علي شاب من حوالي اربع سنوات، اربع سنوات كان فيهم قصة عمري، كان شاب عادي بيشتغل في وظيفة عادية بمرتب بسيط علي قدر من الادب والاحترام، بدأت الحكاية بينا أصدقاء وقتها كان خارج من قصة حب كبيرة عاشها من سنين، لبنت كانت جارتهم وكان بيحبها بقوة لكن اهلها رفضوا عشان امكانياته، واتجوزت هي حد تاني".
"الفترة دي كان هو في أسوأ حالات عمره علي الاطلاق، حد مشوش مضطرب النفس والروح، مشتت طول الوقت، فاقد الثقة تماما في كل حد حواليه، كان دايما بيحكي عنها وعن مواقفها الحلوة دايما معاه، وان كان بينم أسرار كتير، وكانت هي مركز الحياة، وقفت جنبه الفترة دي بحكم اننا صحاب، وكنت بسمعه كتير، وبستوعب كلامه، وبحتويه".
"وبعد فترة حسيت بمشاعر نحيته، وصارحته، لقيته في الاول مرحب من باب وجودي معاه، مش هكدب ماكنتش حاسة انه بيحبني او علي الاقل بيحبني زيها، كنت دايما بشوفها جواها، في كل تصرفاته وكلامه، وعدي حوالي 3 سنين وانا بحاول بكل الطرق لحد ما جه يوم وطلب يخطبني، ويكمل بكرة معايا، ووافقت".
وأكملت القارئة" بدأنا في تجهيز ظروفنا، وبدأنا نحط كل الافكار والاحتياجات، ولاول مرة بدأت شكل الحياة معاه، كنت فرحانة وكنت عارفه اكتر اني هقدر اسعده وانسيه، وفجأة دون سابق انذار ظهرت في حياته مرة تانية، وكلمته وعرفت انها انفصلت رسميا عن زوجها وانها عندها بنت ولسه بتحبه، اتغيرت شكل الحياة في عينه مطلقا من يوم ما كلمته، وبدأ يبعد شوية ويختفي شوية، ويتعامل بقسوة شوية، وصدمني لما جه قالي لسه بحبها، وان اللي مرت بيه هي كان غصب عنها، وانه بيفكر يرجعلها عشان كمان مايظلمنيش، وقفت الدنيا بيه وماردتش ومشيت، اربع سنين وقفاهم معاه بحيي اللي مات منه، بصلح اللي انكسر، بحب، بحمي، بخاف، ازاي مافكرش في كل ده، ازاي ماحسبهاش، ازاي قادر يسبني دلوقت وانا علي مشارف عمر جديد معاه، الرد عليه ممكن يكون ايه .. ماذا أفعل؟
محررة الصفحة:
عزيزتي القارئة:
"رسالتك موجعة حقا، وتفاصيلها صعبة، وان كنت اجد ان كل الكلام لا يمكن ان يخفف مما تشعري به، ولكن لأنني أتعمد دائما تفسير الأحداث كي أصل الي حقيقة الموضوع وأسبابه، دعيني أفسره جيدا معكِ، دون ان احمل عليه او عليك واقع الأمر، في بداية الأمر هو كان شخص مشتت ومشوش مثلما قلتِ كان منعزلا عن واقع الحياة الطبيعي، وكان مثل ذلك الغريق الذي في حاجة الي ان يتعلق بأي طوق للنجاة، وكنتِ انتي ذلك الطوق".

"كان عليكِ من بداية الأمر فهم ذلك جيدا، وفهم ما كان يمر به، وانه حتي لو كان شفي من جرحها فليس من الضروري انه كان سوف يحبكِ، هو كان في عالم آخر لا يستوعب معني له، وانتي حاولتي بشتي الطرق، ولكن سيدتي الحب هو الطريق الوحيد الذي لا علامات له ولا اشارات، هو يأتي لوحده دون مجهود او تعب شاق، ربما يكون اخطأ عندما دخل حياتكِ بشكل كبير، ولكنه لم يخطأ حينما لم يستطع محبتكِ مثلما احببها".

"نصيحتي لكِ أعلم انكِ موجوعة ولكن لو فكرتِ قليلا لتجدين أن هذا افضل كثيرا لكِ، انتِ تستحقين حبا كبيرا يوازي ذلك الحب في قلبك، تحتاجين لمن يراكي جيدا، ويشعر بكِ بالفعل، ما حدث أنقذكِ من حياة كانت آجلا أو عاجلا منتهية، انتِ هكذا افضل، اتركيه ولا تفكري العودة حتي لو بادر هو وفكر بالأمر، انتِ تستحقين شخص يسعي اليكِ في كل حالات عمركِ، لا تحزني ما فات سيعلمك القادم، واطنكِ قوية بالشكل الذي يجعلكِ افضل".