طباعة

"دوما السورية" تكشف حقيقة المؤامرات الخارجية على الأمة العربية.. وتؤكد قيمة التنظيمات التكفيرية لدى الصهيوأمريكية

الثلاثاء 10/04/2018 06:23 م

عواطف الوصيف

أمريكا داعم الإرهاب

استيقظ العالم اليوم، على حدث غير متوقع وهو تفجير مطار "التيفور" العسكري التابع للقوات السورية والذي يقع بريف حمص، ولا شك أن هذه الضربة فاجأت الجميع، لكنها ذات أبعاد غير أخرى، سنتطرق لها خلال السطور المقبلة.

مواجهات الجيش السوري ضد داعش والنصرة..
دخلت قوات الجيش السوري، خلال الآونة الأخيرة، في مواجهات عسكرية ضد مسلحي تنظيمي، "داعش وجبهة النصرة" مما جعلتهم قادرين على التوغل بالقرب من هضبة الجولان، التي تعتبرها إسرائيل غنيمة لها، مما جعل ممثلي الكيان الصهيوني، على يقين بأن المخاطر تحوم بها من كل جانب ليس فقط أيران أو حزب الله، وإنما أيضا الجيش السوري أيضا، مما جعلها تقرر توجيه ضربتها القاضية.

الولايات المتحدة تروج مزاعم..
روجت الولايات المتحدة، مرارا مزاعم حاولت من خلالها التأكيد على أن القوات التابعة للنظام السوري، هي المتسببة في الهجوم الكيميائي، الذي شن على منطقة دوما السورية، وذلك لكي تخلق حالة من السخط الشديد على أي جهود يبذلها الجيش السوري، لمواجهة التنظيمات التكفيرية في سوريا وتحديدا "جبهة النصرة وداعش"، ولا تظن عزيزي القاريء أن هذه محاولة، للدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد، فقد انتشرت فيديوهات لقوات النظام وهم يوجهون ضرباتهم على منطقة دوما، وقتلوا الأبرياء بالفعل، وكأن ذلك كان مدبرا، لكن منذ متى وواشنطن تهتم بحال الأبرياء في المنطقة العربية، ولم كل هذا السخط على ما واجهته "دوما"، وإلقاء اللوم الشديد على قوات الجيش السوري، بعد أن بدأ في إحراز النصر على تنظيمي "داعش وجبهة النصرة".

إسرائيل تضرب موقعا سوريا عسكريا..
قررت إسرائيل أن ترسخ من صورتها في سوريا، وأن تضع لنفسها موضع قدم في سوريا، وذلك إعتمادا على البطش والعنف والضرب كعادتها، لذلك قامت بضرب قاعدة "التيفور" العسكرية بسوريا، لأنها وببساطة تحاول أن توجه رسالة لقوات الجيش السوري، وهي أنها هنا مستيقظة ولن تترك لهم الفرصة لكي يتمكنوا من فرض سيطرتهم على هضبة الجولان كيفما يتمنون.

تخوفات إسرائيل من النفوذ الإيراني في سوريا..
لابد من الانتباه إلى أن إيران وتوسع نفوذها الحالي في سوريا، يجعل إسرائيل تعيش حالة من القلق الشديد، خاصة على مطامعها والمرتبطة بـ"الجولان"، خاصة وأنها مدعومة بقوتين لا يستهان بهما الآن في المنطقة وهما روسيا وتركيا، لذلك كان عليها التفكير في شتى الطرق لمواجهة هذا النفوذ الشيعي، لحماية الجولان، ويمكن أن نقول أن حسابات إسرائيل هذه المرة لم تكن موفقة بالقدر الكافي، فقد وجهت ضربتها، وهي تظن أنها تحرز مفاجأة، دون التفكير في رد الفعل الإيراني، والذي جاء سريعا جدا.

لن يمر دون رد..
قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، إن "جريمة إسرائيل" باستهداف قاعدة جوية سورية لن تمر دون رد، ولابد من التفكير جيدا في هذا التعقيب، فأي تصريحات تتفوه بها، إيران لا تخرج دون دراسة وافية قبلها، وربما تكون طهران تنوي أن تكون ضربتها مكثفة ليست فقط حيال إسرائيل، بل من الممكن أن تكون ثنائية، لتلحق بواشنطن أيضا.

هل لتركيا يد فيما واجهته دوما السورية..
من المعروف أن العلاقات التركية الروسية باتت قوية في الفترة الأخيرة، ونلاحظ ذلك تعاونهما في الأراضي السورية وخاصة في عفرين، وقد انسحبت القوات الروسية من عفرين قبيل العملية العسكرية التركية فيها.

ومن جانبه، فتح الطيران الحربي الروسي والسوري المجال الجوي في المنطقة لتركيا لشن قصف للقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا تنظيمًا إرهابيًا والذراع السوري لحزب العمال الكردستاني.

ويستلزم الإشارة هنا، إلى ما قاله إلنور تشافيك، كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو لولا فتح روسيا للمجال الجوي فوق سوريا لما تمكنت تركيا من الدخول إلى عفرين بل حتى إطلاق طائراتها بدون طيار، كما أن العديد من الخبراء العسكريون أكدوا عدم إمكانية، تنفيذ النظام السوري، لأي هجوم الكيماوي في الدوما بدون علم روسيا.

وفي الوقت الذي تتهم تركيا النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية لا تنبس ببنت شفة شيئا لشريكها الروسي، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تركيا لها مسؤولية عما يحدث في دوما؟

فرق توقيت..
لا شك أن ما واجهته سوريا، وحالات القتل والاختناق التي واجهها الأبرياء هي طعنة في قلب كل عربي، كارثة لم نكن يتمناها أي عربي، وندعو الله أن يتولى سوريا وأهلها ويساعدهم على مواجهة هذا البلاء،لكننا بصدد نقطة هامة لابد من الإلتفات لها، وهي الوقت الذي أختارته واشنطن لتوجيه هجومها ضد القوات السورية، والضربة التي وجهتها إسرائيل لمطارهم العسكري، فقد ساعدت محنة سوريا على ثبوت التواطيء الصهيوأمريكي.

تواطؤ أمريكي صهيوني..
وجهت واشنطن انتقاداتها، وأتاحت الفرصة أمام إسرائيل لتوجيه ضربتها، بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري، على "داعش والنصرة"، وهو ما يدل على صحة ما ذكرناه من قبل، وهو تواطؤ واشنطن مع التنظيمات التكفيرية، ليس فقط "داعش" وإنما "جبهة النصرة" أيضا، وهو ما بؤكد أن مثل هذه التنظيمات وغيرها تحقق مصالح واشنطن وإسرائيل في المنطقة العربية، وهي تدمير هذه الأمة بالكامل.

نقطة نظام..
دون الدخول في تكرار لتفاصيل، وعبارات وأفكار سبق التطرق لها، لكن هذه الأزمة الحالية، والضربة التي وجهت، وتصريحات واشنطن السابقة أثبتت ماهية الفكر الصهيوأمريكي، وكيف أنهم تمكنوا من تشكيل تنظيمات وتجنيد من يلعبون في الساحة لإتمام مصلحتهم وضرب الأمة العربية، وعند استشعار القلق على ما يعتبرونه غنيمة لهم، يتشدقون بحقوق الأبرياء، وأنهم يخافون عليهم، ويتظاهرون بدموع التماسيح وهذه الحقيقة، لابد وأن نعيها جيدا لكي نتمكن من الوقوف أمام مثل هذه المخططات.