طباعة

كل حلفائك باعوك يا ترامب.. الرئيس الأمريكي يتراجع عن توجيه ضربة عسكرية بسوريا

الخميس 12/04/2018 02:01 م

حامد العدوى

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

أمريكا والحلفاء
أمريكا والحلفاء
كشفت "المواطن" فى تقرير سابق تحت عنوان "دليل بوابة المواطن لفهم ما يحدث فى سوريا"، كيف أن لحروب الجيل الرابع، التى تقودها أمريكا وحلفائها فى العالم أجمع، وبالأخص فى الدول العربية وعلى رأسها سوريا، تأثير قوى على قرارات الحرب، وشرعنة انتهاكتهم وإبادة الشعوب تحت شعارات حمايتهم، وإعلاء كلمة حقوق الإنسان، الذى يستعبدونه إما بالسيطرة التجارية أو العسكرية.

ولعل تقرير "الخوذة الزرقاء" الذى زعم قيام النظام السورى بضرب المدنيين فى دوما بالأسلحة الكيماوية، دون أن يتم تقديم دليل واحد، يثبت ذلك الاتهام الخطير، الذى بنى الغرب وعلى رأسه أمريكا خططه العسكرية لضرب تلك الدولة التى تنهشها النزاعات وخلاف أبناء الوطن الواحد، عقب التدخلات الاستخباراتية من دعم داعش والتنظيمات المتطرفة، من أجل زيادة زعزعة استقرارها، هذا فضلاً على حرصهم جعل الساحة السورية مركز تجارب للأسلحة الجديدة.

كل هذا وخرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وعدد من الدول الغربية، لتعلن ضرب سوريا عسكريًا ردًا على تقرير الخوذة الزرقاء، لكنه جاء اليوم وتراجع عن تحديد موعد لضربها، إضافة إلى أن الحماسة والتطرف اللذان كانا يسيطران على خطاباته بشأن سوريا قد تلاشت تمامًا، ما ينذر بحدوث تطور جديد أوقف تلك الخطوة الخطيرة.

الجيش الأمريكى فى
الجيش الأمريكى فى سوريا
ترامب قبل يومين: هنضرب سوريا

خرج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ يومين وأعلن للعالم أن أمريكا تعتزم توجيه ضربه عسكرية إلى سوريا، ردًا على الهجوم الكيماوى المزعوم الذى استهدف مدنيي دوما، وأيضًا لوقف ما أسماه إجرام النظام السورى بقيادة بشار الأسد.

وجمع "ترامب" قادته وأجهزته المعنية وأجرى العديد من الاتصالات بالحلفاء من أجل المساعدة وشرعنة تلك الضربة التى لن تكون من نصيب أحد سوى الشعب والأرض السورية، وهذا هو المستهدف منها.

تراجع ترامب
تراجع ترامب
ترامب بعد يومين: لن نوجه أى ضربات حاليًا

الأغرب بعد كل هذا، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خرج اليوم أيضًا وعلى مسامع العالم، وأكد أنه لم يحدد موعد للضربة العسكرية المفترضة بحق سوريا، إضافة إلى أن التطرف الذى يوزاى خطاباته دائمًا قد اختفت عند ذلك الإعلان، هذا عقب ساعات من إعلان الجيش الأمريكي، بإنه لم ينسق أو يستعد لتوجيه أى ضربات عسكرية بشأن سوريا.

كل ما سبق يستدعى العديد من التساؤلات، حول ما حدث فى المكاتب المغلقة بالبنتاجون والبيت الأبيض، التى تتواصل بشكل مستمر مع الدول الحلفاء، على رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا أيضًا، وهذا ما نحاول استكشافه عبر "بوابة المواطن" لإيضاح الصورة كاملة للقارئ.

بريطانيا وفرنسا وألمانيا
بريطانيا وفرنسا وألمانيا
تراجع بريطانيا وفرنسا وألمانيا.. كل حلفائك باعوك يا "ترامب"

وبالتزامن مع خطابات الرئيس الأمريكي حول سوريا الأيام الماضية، خرجت بريطانيا وفرنسا وألمانيا لتؤيد تلك الخطوات حينها، ولكن لم تمر ساعات، إلا وضجت الوكالات العالمية بتأكيد وجود اتصالات مكثفة بين الدول الثلاث وروسيا، وعلى رأسهم ألمانيا، التى قادت حوار التهدئة فى نهاية الأمر.

حتى أن المستشار الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس وزراء بريطانيا تيريزا ماى، وأيضًا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، قد وجهوا حديثهم وخطاباتهم خلال الساعات الماضية إلى حلفاء النظام السورى (روسيا وإيران)، واكتفوا بخطابات ضبط النفس، ما جعل الجانب الأمريكى فى صدمة، رغم قدرته على توجيه ضربة عسكرية منفردة إلى سوريا، ولكن لغة المصالح قد تغلبت على تلك الخطوة، وجعلت "ترامب" يتراجع ولو بشكل مؤقت عن ضربته العسكرية بحق سوريا.

جيمى كارتر
جيمى كارتر
تهديد "بوتين" ونووى "كارتر" أحد أبرز الأسباب

وفى وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، خرج الكرملين بتصريحات شديدة اللهجة، وصلت حد التهديد لأمريكا فقط، ما يثبت حديثنا السابق بإن الاتصالات التى جرت مع الدول الحلفاء، جعلت من تهدئة الوضع والتصريحات أيضًا هى المسيطر على الموقف.

وقال الكرملين على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه من المهم تجنب أى خطوات قد تهدد بزيادة التوتر فى سوريا، وأن روسيا تتابع عن كثب تصريحات واشنطن بشأن سوريا، مؤكدًا أن الخط العسكرى الساخن لتجنب الاشتباك فى دمشق، بين روسيا وأمريكا مازال يعمل ويستخدمه الطرفان (أمريكا وروسيا)، طوال الوقت، وعلى ما يبدوا أن هذا أحد ثان الأسباب فى تراجع "ترامب" حاليًا عن تنفيذ مخططه بضرب سوريا مجددًا.

هذا لم يكن كل شئ، بل إن التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الذى مازال يتمتع بشعبية كبيرة بين الشعب الأمريكي والقادة العسكريين، قد أضفت التهدئة على خطاب الحرب.

حيث أنه حذر "ترامب" من الخطورة الكبيرة من أى عمل عسكري ضد سوريا أو روسيا أو كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن أمريكا لن تبقى فى سلام مادامت تهدد وتتوعد وتتحدى دول ذات ثقل وحلفاء جيدين، كروسيا وكوريا الشمالية وسوريا أيضًا.

حذر الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، ترامب من خطورة أى عمل عسكرى ضد روسيا أو سوريا أو كوريا الشمالية، حسبما ذكرت شبكة سبوتنيك الروسية.

وأكد كارتر أن أية مواجهة عسكرية حتى لو كانت محدودة النطاق تعتبر "إجراء خطيرا"، لأنه من الممكن أن يخرج الأمر فى النهاية عن نطاق السيطرة.

هذا ولم يدرى أحد حتى الآن تطورات الساحة الدولية، وما إذا كان من الممكن أن يجتمع الحلفاء مرة آخري ويوجهون ضربة عسكرية إلى سوريا.