من حقيبة مصر زمان اليوم نعود الي حكم الملك فاروق في مصر، ونحكي عن اغرب واجمل القصص وقتها، ففي إحدي المرات أمر الملك فاروق بإيقاف الديزل الملكي في محطة دمنهور و نزل أحد رجال الحاشية و توجه إلي محل العاصي الشهير و صعد للملك بطبق فول ساخن و لذيذ .
وقد عرف عن الملك فاروق الأول ملله من تكرار القوائم و ظل لديه اعتقاد دائم بأن أي طعام خارج قصوره هو أشهي مذاقا و ألذ طعما و له مواقف غريبة تؤكد نزعته التمردية علي طعام و شراب القصور الملكية، ففي إحدي المرات استجاب لدعوة سيدة اعترضت موكبه و نزل لتناول كوب شاي في مقهاها بحي بحري بالإسكندرية (يعرف المقهي الآن ب قهوة فاروق) و مرة أخري فوجئ صاحب مقهي بلدي متواضع في زقاق ضيق بين المنتزه و السيوف في الإسكندرية بحضرة صاحب الجلالة ملك مصر و السودان يدخل مقهاه مع حاشيته و يطلب فنجانا من القهوة التركي لأنه علم أن هذا المقهي يجيد صناعتها .
ولشدة حبه للآيس كريم كان لا يتردد في الذهاب إلي أي مكان يشتهر بإجادته و كافيتريا سان سوسي الشهيرة بميدان إسماعيل (التحرير حاليا) هي أكبر شاهد، وأحب الأطباق إلي قلب فاروق لم يكن أشهرها تأنقا و أشهرها أرستقراطية و زخرفة، العكس هو الصحيح تماما فقد كان شغوفا بالأطعمة الشعبية و عاشقا للمكرونة الاسباجيتي و الحلويات.
ظل يمتلك مزاجا خاصا فعلي سبيل المثال كان يقول أن كل من يعصر ليمونا علي السمك أو الكافيار لا يفهم في الطعام و كان يفضل أن يطهو السمك الذي يصطاده بنفسه، ظلت بدانته مقيدة بشدة خلال حياة والده الذي استشعر قابلية ابنه للبدانة منذ صغره و بوفاة فؤاد ازداد وزن فاروق تصاعديا.