طباعة

حرم "أكل الملوخية" و "لعب الشطرنج"، و غير فى "الآذان" .. الحاكم بأمر الله" أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للجدل

الأحد 15/04/2018 04:30 م

نسمة ريان

الحاكم بامر الله

أبو على المنصور أو الحاكم بأمر الله بن العزيز بالله ابن نزار، سادس الخلفاء االفاطميين، ومن أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للجدل توفى أبيه وهو فى سنٍ صغيرة فتولى الحكم وهو فى سن الحادية عشرة وعلى إثر ذلك عُين له كفيل إسمه أبو الفتوح برجوان وأما من تولى أمور الدولة فى هذا الوقت من لقب بأمين الدولة وهو أبو محمد بن عمار.

بدأ عهده بصراعات بين برجوان و مدبر دولته ابن عمار وكانت النتيجة هى رغبة الحاكم بأمر الله من إنتهاء هذا الصراع فدبر مع قائد القوات الحسين بن جوهر قتل برجوان بعدما تضخمت الشكوك لديه أن برجوان يسعى للإستيلاء على الحكم وإزاحته وبهذا صار جوهر متولى أمور الدولة.

مما ميز الحاكم بأمر الله هو شخصيته الغريبة المتقلبة ما إنعكس من تصرفاته الغير مفهومة مثلاً حرم الحاكم على الناس قول كلمة سيدنا أو مولانا إلا فيما خصه ، و فى سنة 1003 بدأ فى قتل أكثر الناس قرباً اليه فقتل كاتب جوهر، و قتل منجمه الخاص، و استباح دم كل المنجمين، فهرب معظم المنجمين من مصر أو إختبئوا ومن هنا بدأت سلسلة من الأحداث الغريبة وحقبة من الاحقاب شديدة المرارة والجنون فى مصر.

فى العام الذى تلاه تطور الموقف فصار الحاكم لا يفارق سيافه يأمره بقتل فلان وفلان بحسب أمزجته، فقتل موظفين ووزراء و قضاه، تفاخر أول الأمر بالملابس الغالية والجواهر ثم تحول فأرتدى الملابس البسيطة، و انتهى به الحال بالزهد ثم الصوف البسيط وإمتطاء الحمير.

فى سنة 1005 أمر اليهود أن يرتدوا أزياء لونها اسود، و مع إن أمه كانت مسيحيه أمر المسيحيين بإرتداء صلبان ثقيلة، و حرم على الناس مأكولات منها الملوخيه بحجة ان معاويه كان يشتهيها، و الجرجير، و منع بيع العنب و العسل بحجة ان الخمر يصنع منها، و حرم اكل و صيد السمك بدون القشر و لعب الشطرنج، و غير فى الآذان، و منع صلاة التراويح، و أمر بقتل الكلاب، و امر اطفال بأن يقفزوا من مكان مرتفع فى القصر فى بركه فكانت النتيجة أن قُتل منهم حوالى ثلاثين إرتطموا بالأرض خارج البركة، و حرم الغناء، و حرق احياء فى القاهره و هد كنائس، و امر بهدم جامع عمرو بن العاص فى اسكندريه، و هدم كنيسة القيامه فى القدس (وكان هذا من عوامل قيام الحروب الصليبيه ضد المسلمين).

وكما كانت حياته وشخصه لغزاً فهذا أيضاً ما تعلق بنهايته ففى ليله من ليالى سنة 1021 ركب الحاكم حماره كعادته وذهب الى المقابر ، و طلب ممن رافقه أن يُترك وحده. ولما عادوا لم يجدوا له أثر.

لم يجدوا سوى حماره الذى جُرحت رجله بضربة سيف، كذلك وجدوا أثار دماء ولما اقتفوا الآثار وصلوا لبركه سميت ببركة القصب، وجدوا بها ملابسه، يقال ان أخته " ست الملك " دست له رجاله قتلوه لانه كان ينتوى قتلها بسبب خلافاتهما، رواية أخرى لمن ألهوه فى هذا العصر حيث أنه كان عصراً يلم بالعجائب أنه قد رفع الى السماء.