طباعة

نتنياهو.. فتى واشنطن المدلل.. رسخ أيديولوجية العنف وسفك الدماء.. وزرع بذور الفاشية والنازية

الثلاثاء 01/05/2018 05:19 م

عواطف الوصيف

نتنياهو

"رب ضارة نافعة".. مثل هذه المقولة، هل من الممكن تطبيقها على ما شهده الأبرياء من أبناء قطاع غزة، وهل من الممكن أن نعتبر مقتل المئات من الشهداء، الذين مزقوا قلوبنا، أسفرت عن نتائج جيدة.

بالتأكيد لن يكون مقتل الأبرياء من أبناء العرب أمر مفيد، فهو تمزيق لقلب كل عربي، لكن نتيجته كانت كشف حقيقة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، للعديد من الفئات في إسرائيل، وهو ما سيتضح خلال السطور المقبلة.

أعمال بربرية..
وصف البروفيسور زئيف شطيرنهل، الباحث في دراسات الفاشية، حالات القتل الأسبوعي على السياج المحيط بقطاع غزة بأنه عمل بربري يكشف بشكل فاضح عورة المجتمع الذي يعمل باسمه الجيش الإسرائيلي، مرجحًا أن جنود قوات الإحتلال، الذين ارتكبوا هذه الجرائم، سيمارسون حياتهم بشكل طبيعي، وهو ما يدل على انعدام العدالة على حد وصفه.

عهد التميمي..
انتبه شطيرنهل، لما قاله وبتسلئيل سموتريتش، وهو رغبته في إطلاق النار على ركبة عهد التميمي، معتبرا أن خروج مثل هذا الشخص بهذا التصريح، يعد كارثة، لأنه يعتبر مشرعا في إسرائيل، منوها أن الكارثة الأكبر أنه لم يسمع لأي احتجاج من وزيري التربية والتعليم والقضاء.

اليمين الإسرائيلي..
يرى بروفيسور شطيرنهل أن ممثلي اليمين الإسرائيلي يتصرفون مثلما تصرف الفرنسيون في الجزائر والبريطانيون في كينيا، مشيرا إلى وجهين للحضارة الغربية، وهما الوجه الليبرالي الذي أنتج برعاية حركات التنوير الفرنسية والبريطانية، الديمقراطيات وحقوق الإنسان العامة؛ والوجه الذي يطوع الفرد لصالح الجماعة الاثنية ويحاول إيجاد شرعية للسياسة في التاريخ، وهو التوجه الذي أنتج في نهاية القرن التاسع عشر حركات اليمين المتنوعة بما فيها تلك التي تطورت نحو الفاشية والنازية.

القضاء على المساواة..
عند تحليل رؤية البروفيسور زئيف شطيرنهل لتلك الحركات، نجد أنها تمكنت من استغلال حق الانتخابات العامة للقضاء على مبدأ المساواة بين بني البشر، قبل أن تقضي على الديمقراطية نفسها، خاصة وأنه أشار الى أن القومية العنصرية لم يخلقها هتلر بل تطورت بشكل تدريجي من داخل "الثورة" اليمينية التي اجتاحت أوروبا، وهو ما يعد توجه يميني راديكالي، كما شطيرنهل، يصف شرعية نتنياهو، بأنها مستمدة ممارسة الاضطهاد الذي يمارسه منذ صعوده الى سدة الحكم.

غطاء أيديولوجي..
نوه شطيرنهل، إلى الكتاب الذي ألفه نتنياهو، والذي كان تحت عنوان "مكان تحت الشمس"، الذي يرى أن رئيس وزراء إسرائيل يحاول إيجاد غطاء أيديولوجي لتأبيد الاحتلال برعاية نزعة المحافظة الأمريكية الجديدة بصيغتها المجردة، بعد أن أدرك أن الاحتلال لن يزول قريبا لأن الفلسطينيين ليس لديهم القدرة للتصدي له بالقوة، ما يقتضي إيجاد غطاء أيديولوجي لتبريره.

الجيش الإسرائيلي وسفك دماء الأبرياء من أبناء فلسطين..
في السياق ذاته يورد الباحث في الشؤون العسكرية والعلاقة بين الجيش والمجتمع في إسرائيل، البروفيسور ياغيل ليفي، في مقال نشرته "هارتس"، تصريحات قائد أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، وهو يفاخر في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" مؤخرا، بأن "الجيش الإسرائيلي قتل في السنتين الأخيرتين 171 فلسطينيا في الضفة الغربية وحدها، وهو عدد أعلى بكثير من السنوات السابقة"، كما يقول، وهو يرد بذلك على الذين يدعون تردد الجيش الإسرائيلي في إطلاق النار بعد قضية الجندي أزاريا.

نقطة نظام..
مما سبق يمكننا، القول بأن نتنياهو ليس وحيدا بل أن إسرائيل كلها، تؤمن بالعقيدة التي أرساها قائد الأركان الأسبق، موشيه يعالون، وهي نظرية "كي الوعي بالعنف"، بغض النظر عن أي إستراتيجية مرتبطة بتقليص الإحساس بالعداء لدى الجار الفلسطيني، والتي تقول إن عشرات القتلى ومئات الجرحى، الذين يسقطون على حدود غزة، لديهم آباء وأمهات وأقارب وأصدقاء.