كانت "النصيحة" مقترنة بصوت بدرية السيد ، نصيحة الأخت الكبيرة أو العمة والخالة للمراهقة الصغيرة المقبلة علي لحب والارتباط بشخص ما، كان يعشق صوتها عاملات المصانع و السيدات اللائي يحملن خبرات حياتية لا يروق لهم سوا سماع ما يشبههم ويرضي خبراتهم من أصوات مثال "بدرية السيد"
بدرية السيد "قصقصي طيرك"
لاقت أغنية "قصقصي طيرك" رواجًا كبيرًا وقتما صُدرت، كانت هذه الأغنية قاموسًا للست الناجحة التي تدبر أمور زوجها وتسيطر علي بيتها بنجاح وثقة كبيرين، وهذه كانت ملخص النصائح :
1- قصقصي طيرك يفضل طول العمر أسيرك
2- قصقصي طيرك بالحنيه، تملكي قلبه شويه شويه
3- لو يوم يزعل من قصقصتك، أبقي قولي له الحق عليه
4- خلي عينيكي تقول له "سماح"، تلاقيه هدي وأوام ارتاح
5- لو يلاغيكي بحبه لاغيه، طيري بجناح الشوق حواليه
6- شوفي طلباته ، إسمعي حكاياته.. تبقي يا حلوة حافظتي عليه
كانت هذه النصائح من الأسباب التي حافظت لفترة طويلة علي وضع سياسات الأسرة المصرية في تكوينها الداخلي وعلاقة الأب بالأم والأبناء، ومن قبلها علاقة الحبيب بحبيبته أو السيدة المصرية بالرجل المصري عمومًا، وهذا هو ما اختلف عن توجه الفن حاليًا، فالغناء حاليًا خالي من الواقعية أو كأنه غناء من برج عاجي لا ينزل إلي أرض الواقع. فمتي ستعود واقعية غنائية للنساء بالخصوص كالذي صنعتها بدرية السيد؟
شفيقة" صديقة المجاريح" .. "جربت الحُب مره"
كان الشرخ القابع في صوت شفيقة أثناء غنائها ينم عن جرحًا عميقًا تسبب فيه الحُب، حيث افتتحت الأغنية بـ : "جربت الحب مره.. كانت مره وهي مره"
أشعر أن حينما تغني شفيقة فإن شفيقة تغني من علي "المصطبة"، تحذر جاراتها من غدر الرجال، ولكن عبقرية شفيقة تكمن في عدم التخلي عن الأنوثة والدلع الصادر من أغانيها فكانت : "لقيتني بشوق بقرب.. من غير ما اسأل مجرب"
فكانت تغني للمطلقات والأرامل والمغدور بهم بسبب الحب، وفي نفس الوقت لا تخلو أغانيها من الإيقاع الراقص، فقد كانت عبقرية التبسيط والقوة والدلع في خلطة واحدة مجتمعه في صوت "شفيقة"
