طباعة

تعرف على مثلث رعب المزارعين في موسم "الحصاد المر"

الجمعة 04/05/2018 02:12 م

سعيد الصاوى

حصاد القمح

بدأ فلاحو محافظة المنيا، موسم حصاد القمح، أو كما يسمونه "موسم العناء والخسارة "، رحلة الحصاد تبدأ من فجر اليوم حتى الساعة الخامسة مساءا، وما بين الفجر والعصر يحصد مزارعو المنيا الحصاد المر، منهم من يخسر محصوله والبعض الأخر يجني مكاسب قليلة أو كما يقولون "يدوب بيجيب حقه" حسب قولهم.
 
حيث ذكر التقرير الصادر من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي فى وقت سابق، أن الحصر النهائي للمساحات المنزرعة قمحًا هذا الموسم بلغت 3 ملايين و135 ألف و738 فدان، مقابل مساحة في العام الماضي بنفس التوقيت بلغت 3 ملايين و404 ألف و944 فدانا، وكانت المنيا العام الماضي احتلت المركز الثالث بعد محافظتي "الشرقية والبحيرة"، في أكبر المحافظات زراعة للقمح بنصيب 263 ألف و206 فدادين ، إلا أن تلك النسبة تراجعت عن العام الحالي 2018، حتى وصلت نسبة المساحات المزروعة في المحافظة لمحصول القمح نحو 241 ألف فدان أي تراجعت 22.206 ألف فدان.
 
"بوابة المواطن الإخبارية" رصدت هموم ومعاناة التي يعيشها فلاحو المنيا، بموسم حصاد القمح، ففي البداية، قال "مجدي محمد أبو العلا"، أحد مزارعي القمح في مركز العدوة، شمال المحافظة، في هذا الوقت أصبح العامل يتقاضى ما بين 100 جنيها إلى 120 جنيها في اليوم الواحد، لكي يقوم بحصد ما بين قيراط أو قيراطين في اليوم الواحد، وإذا حاولنا جمع ما يكلفه الفدان الواحد في يوما واحدا في حصاد  سيتراوح ما بين 1500 جنيها إلى 1800 جنيها في اليوم الواحد قائلاً "عدم زراعته أحسن وأوفر لينا"، لذلك قررت عدم زراعة القمح هذا الموسم لتكلفته العالية التي لم تتفهمها الأجهزة التنفيذية في وزارة الزراعة حتى الآن، وأفصح: بأنه عن اقتناع كامل قررت عدم زراعته مره أخرى ، ووجه "أبو العلا" رسالة لوزارة الزراعة قائلاً: "حسوا بينا شويه حرام والله بنخسر"، على حد تعبيره.
 
ولم تكن تكلف العامل في الأرض في أيام الحصاد وتكلفته العالية هي المشكلة الوحيدة ولكن  قرر أكثر من 40% من مزارعو مركز سمالوط، عدم زرع القمح لعام 2018، والسبب الرئيسي كان "جفاف الأراضي من مياه الري، خاصة ترعة سري باشا العمومية، التي انعدمت منها المياه تماما، وتسبب في بوار الأراضي الزراعية الخاص بالقرى التي ترويها تلك الترعة، الأمر الذي أسفر عن فقدان أكثر من 150 فدان قمح العام للماضي.
 
ومن مشكلة الري وارتفاع أجرة العاملين إلى المشكلة الرئيسية إلى مشكلة سعر الأردب في الشونة والصوامع، وقال مجدي اسطفنوس جبرائيل، أحد كبار مزارعي القمح في المحافظة: "العام الماضي أقرت وزارة الزراعة سعر توريد أردب القمح 420 جنيهًا، الأمر الذي تسبب لي خسارة تقدر بـ390 ألف جنيه العام الماضي، ناهيك عن عدم فتح بعض الشون في بعض المراكز وعدم وجود شون في القرى".
 
وفى سياق متصل، أكد محمود يوسف وكيل وزارة التموين بالمحافظة، إن المساحة الحالية المنزرعة بمحصول القمح على مستوى المحافظة تصل لنحو 241 ألف فدان، وستساهم في زيادة نسبة التوريد مقارنة بالعام الماضي، والذي وصلت فيه المساحة المنزرعة بالقمح لنحو 341 ألف طن.
 
وأضاف يوسف، أنه تم تجهيز 50 شونة ومراكز تجميع معتمدة، موزعة على مراكز المحافظة التسع، منها 7 بمركز ببني مزار وبقريتي البهنسا والشيخ فضل، سعة كل واحدة 60 ألف طن قمح، إضافة إلى 21 موقع وصوامع معتمدة، و29 شونة ومركز تجميع، "شون ترابية".
 
وأوضح وكيل التموين، أنه لم يتم حتى الآن تحديد الأسعار الجديدة للتوريد، لافتًا إلى أن السعة التخزينية للصوامع والشون ومراكز التجميع تكفي للمساحة المنزرعة، أو أي كمية من محصول القمح يتم استلامها من المزارعين والتجار، فالمستهدف هذا العام مفتوح ولم تحدد بعد الكميات التي سيتم توريدها، منوهًا أنه لم يتخذ أي قرار حتى الآن بشأن نقل المحصول خارج المحافظة مؤكدا إزالة كافة المشاكل، والمعوقات خلال حصاد وتوريد وتخزين محصول القمح لموسم 2018 .