طباعة

"رجاء عبده" وش السعد على "العندليب" و "بريزة" جعلتها تختلف مع فريد شوققي

الأربعاء 16/05/2018 07:38 م

وسيم عفيفي

رجاء عبده

مسيرة رجاء عبده كمطربة هاوية عام 1923، وهي طالبة، وتعلمت العزف على البيانو، وكانت تغني مع زميلاتها في المدرسة الأغنيات التي كانت لا تزال حديثة في ذلك الوقت لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وذات يوم قرأت إعلاناً في إحدى الصحف عن حاجة شركة أفلام عبدالوهاب إلى فتاة تمثل دور البطولة في فيلم الوردة البيضاء، فطلبت من والدتها أن تصطحبها إلى المخرج محمد كريم للاشتراك في مسابقة الوجوه الجديدة، فلم تمانع الأم.
ذهبت رجاء عبده واستقبلهما محمد كريم ومحمد عبدالوهاب، عندما جاء دورها، وغنت أشهر أغنيات عبدالوهاب في ذلك الوقت حسدوني وباين في عينهم، وسمعها عبدالوهاب بإعجاب، وقال لها: فعلاً صوتك حلو وبتغني من غير نشاز، لكن فسألته بلهفه: لكن إيه؟ فأجابها المخرج محمد كريم بأنها لا تزال صغيرة، ودور حبيبة محمد عبدالوهاب في الفيلم لابد أن تمثله بنت أكبر منك بعشر سنوات، وبكت يومها بشدة على ضياع ما اعتبرته فرصة العمر، على الرغم من وعد المخرج محمد كريم بإعطائها الفرصة في الوقت المناسب.
يومها وقع الاختيار على سميرة خلوصي، وكان اسمها في الفيلم رجاء والذي اختارته اعتدال جورجي عبده آتون اسماً فنياً لها رجاء عبده، وأصبحت تغني بهذا الاسم الجديد.
وخلال هذه الفترة أصبحت رجاء عبده مطربة الإذاعة والحفلات، وطبعت لها شركة أوديون اسطوانات بصوتها، وأثناء ذلك فوجئت بالتاجرين ليونو وجوزيف باروخ اللذين كانا يعملان في بيع المجوهرات، يأتيانها ليتفقان معها على بطولة فيلم وراء الستار الذي أخرجه كمال سليم عام 1973 مقابل مائة جنيه ووافقت على الفور رغم أن الفيلم من حيث المستوى كان دون أحلام المطربة التي كانت على أبواب الثامنة عشرة.
وبعد عشر سنوات كاملة تجدد حلمها القديم، والأمنية التي لم تتحقق لها وهي في السادسة عشرة، وجاءها محمد عبدالوهاب ومحمد كريم ليوقعان معها عقد فيلم ممنوع الحب مقابل 200 جنيه.
رغم أن أجرها كان قد ارتفع في تلك الفترة كثيراً، إلا أنها وافقت حتى تحقق هذه الأمنية، وبعد هذا الفيلم قدمها محمد عبدالوهاب في فيلم آخر من إنتاجه دون أن يشارك في بطولته هو الحب الأول عام 1954، والذي قدمت فيه أغنيتها الشهيرة البوسطجية اشتكوا التي أعطتها شهرة فاقت ما حصلت عليه في فيلم ممنوع الحب من شهرة، وقد كتب كلمات هذه الأغنية المخرج حسن الإمام.
كانت رجاء عبده هي المطربة الوحيدة التي تملك من قوة الصوت وجمال الجسد ما يمكنها من أن تمثل للسينما، وأن تغني للمسرح دون أن يتعب صوتها أو يبدو على وجهها الإرهاق وهي واحدة من قليلات بين مطربات الثلاثينات كانت تجمع بين جمال الصوت والشكل، وإلى جانب ذلك كانت أنيقة جداً، بل وكانت تشترط في عقود أفلامها أن تترك لها حرية اختيار الملابس التي تظهر بها، لدرجة أن ميزانية فيلم حبايبي كثيرالذي أنتجته لحسابها عام 1950 بمشاركة الشاعر الغنائي عبدالعزيز سلام اهتزت بسبب إنفاقها على ملابس دورها، وخسر ذلك الفيلم.
تزوجت رجاء عبده مرة واحدة من د. يوسف عطية أخصائي النساء والتوليد، والذي جاء لقاؤها به مصادفة عندما شعرت بألم في معدتها، فذهبت إليه وقام الطبيب بالكشف عليها، وتواعدا على لقاءات أخرى، وذات يوم زارتها صديقتها، وكانت مريضة وبحاجة إلى ممرضة لإعطائها حقنة كل ثلاث ساعات، فاتصلت رجاء بالدكتور يوسف ترجوه أن يساعدها في إيجاد ممرضة لصديقتها، فإذا به يتطوع لإعطائها الحقن بنفسه.
أصبح يأتي يوسف عطية كل ثلاث ساعات إلى منزل رجاء، وبعد تماثل صديقتها للشفاء أرسل لها رسالة شفهية مع إحدى صديقاتها يسألها ما إذا كانت على استعداد لاستقباله ليطلب يدها للزواج، وتواعدا على اللقاء في شرفة بيتها، وأكد على أنه يريد الزواج من اعتدال البسيطة.
وصممت رجاء عبده على أن تحضر عائلته لطلبها رسمياً، فأحضر شقيقه، وفعلاً تم الزفاف وأحيى الحفل يومها عبدالحليم حافظ، ولم يكن قد عُرِف بعد، وكان يتردد على رجاء عبده بوصفها مطربة مشهورة لتشركه في الحفلات التي كانت تقيمها باستمرار.