طباعة

صحفي يهودي يعترف بالمجزرة الإسرائيلية في الذكرى الـ70 للنكبة بـ "مات الضمير"

الجمعة 18/05/2018 12:19 م

دعاء جمال

مواجهات الفلسطينيين

في تقرير فريد من نوعه، اعترف الصحفي اليهودي جدعون ليفي، بصحيفة "هآارتس" الإسرائيلية بالمجزرة التي ارتكبتها إسرائيلي في حق الفلسطينيين أثناء إحيائهم الذكرى الـ70 للنكبة.

وقال جدعون ليفي في تقريره:"متى تحين اللحظة، متى يوقِظ القتلُ الجماعي للفلسطينيين شيئا ما لدى اليمين؟ متى تحين اللحظة، ليهز فيها قتلُ المدنيين اليسار- المركز في إسرائيل؟ إذا لم يكن 60 قتيلا، ربما سيكون 600؟ أو 6000 عددا كافيا ليروِّع؟ متى تحين اللحظة، ليستيقظوا، ولو للحظة، قليل من الشعور الإنساني نحو الفلسطينيين؟ تضامن؟ متى تكون اللحظة التي يصرخ بها أحد بالتوقّف، أحد يقترح الرحمة بدون أن يشجب كالغريب أو كمَن يكره إسرائيل. متى تحين اللحظة، ليقف احد ويعترف أن القاتل يتحمّل شيئا من المسؤوليّة بالنسبة للمجزرة، ليس فقط بالنسبة للمقتول، إنما يتحمل مسؤلية قيامه بالقتل، كيف لا".

وتابع الصحفي اليهودي:" 60 قتيلا لم يعنوا شيئا لأحد – ربما 600؟ وهل عندئذ سيجدون كل الحُجَج والتبريرات؟ وهل حينئذ ستٌلْقى الملامة على القتلى وعلى "مَن أرسلهم"، ولن تُسْمَع كلمة نقد واحدة، نَدَم وتوبة، أسف،رحمة أو اتهام؟ يوم الإثنين، عندما ارتفع عدد القتلى بسرعة مخيفة، احتفلت القدس بنقل سفارة االولايات المتحدة، وابتهجت تل أبيب، كان من غير المُتَخَيّل لأن تكون لحظة كهذه في العالم، لقد شُطِف العقل الإسرائيلي بحيث لا يمكن إعادته، أصبح القلب قاسيا، حياة الفلسطيني لا تساوي شيئا".

وأوضح :"لو قتل جنود الجيش الإسرائيلي 60 كلبا مشردين في الشوارع، لاهتزّت البلاد أكثر. كان سيُحاكم قتَلَة الكلاب، كان شعب إسرائيل سيتوحد بذكرى الضحايا؛ كان شعب إسرائيل سيتذكر الكلاب التي قتلها. لكن ليلة قتل الفلسطينيين احتفلت صهيون وفرحت: ثمّة سفارة، من الصعب أن تجد عيب رؤية أبشع من هذا. وليس من الصعب أيضا تخيّل الصورة العكسيّة: 60 قتيلا إسرائيليّا بيوم واحد، مع احتفال بالسفارة في رام الله، واحتفال في مدينة البيرة بالفوز ب"ميلاد نجم" عربي وقهقهة في استوديوهات التلفزيون. واسفاه، حيوانات بشريّة فلسطينية، وأسفاه، وحوش مخيفة".

وأشار الصحفي الإسرائيلي إلى فرحة الصحف الإسرائيلية بالمجزرة التي تمت مستنكرًا إياها، معترف أن ما حدث هو موت للضمير وانتهاء مراسم الأخلاق.