طباعة

"كبرياء بطل".. قصة اجتماع جمع موشيه ديان بـ"أحمد عبدالعزيز"

الإثنين 21/05/2018 09:59 ص

دعاء جمال

حرب 1948

يحل اليوم ذكرى ميلاد الأعور "موشيه ديان"، ولكن تلك المرة، ويبقى بعيدًا عن مجازره، جزءًا نادرًا نستطيع تلخيصه في صورة نادرة له جمعته بالبطل "أحمد عبد العزيز"، ونلاحظ كبرياء البطل.

من هو البطل أحمد عبد العزيز..

هو قائد عسكري مصري له إنجازات وإسهامات عظيمة في حرب 1948، في 29 يوليو 1907م بمدينة الخرطوم، حيث كان والده الأميرالاى (العميد) محمد عبد العزيز وقائد الكتيبة الثامنة بالجيش المصري في السودان.

وكان والده وطنيًا مخلصًا فقد وقف مع الشعب أثناء مظاهرات 1919، وسمح لجنوده بالخروج من ثكناتهم للمشاركة في المظاهرات مع الشعب، مما أدى إلى فصله من الجيش بعد غضب الإنجليز عليه.

وسار أحمد على درب والده، فأترك في مظاهرات 1919، وهو في الثانية عشر من عمره، وكان وقتها في المدرسة الثانوية، وفي العام 1923 دخل السجن بتهمة قتل ضابط إنجليزي، ثم أفرج عنه وتم إبعاده إلى المنصورة.

والتحق بالكلية الحربية بعد تخرجه من المدرسة الثانوية وقد تخرج منها عام 1928، والتحق بعدها بسلاح الفرسان، ثم قام بتدريس التاريخ الحربي في الكلية الحربية وقد تخرج من كلية أركان الحرب.

دوره في حرب 1948.. 

عقب قرار تقسيم فلسطين وانتهاء الانتداب البريطاني وارتكاب الصهاينة المجازر في حق الفلسطينيين، الأمر الذي أثار غضب العالم العربي والإسلامي وانتشرت الدعاوى للجهاد، في كل أرجاء الوطن العربي، حينما صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947.

وكان البطل أحمد عبد العزيز، هو أول ضابط مصري يطلب بنفسه إحالته للاستيداع، وهكذا تخلى عن رتبته وامتيازاته من أجل الجهاد في سبيل الله على أرض فلسطين، وشكل كتائب المجاهدين المتطوعين الفدائيين لإنقاذ فلسطين من آيدى اليهود. ويصبح قائدًا لما يعرف بالقوات الخفيفة في حرب فلسطين.

وقام بتنظيم المتطوعين وتدريبهم وإعدادهم للقتال في معسكر الهايكستب، وقد وجهت له الدولة إنذار يخيره بين الاستمرار في الجيش أو مواصلة العمل التطوعي فما كان منه إلا أن طلب بنفسه إحالته إلى الاستيداع وكان برتبة القائم مقام "عقيد".

وعند دخول القوات إلى فلسطين، وبوصول قائدها أحمد عبد العزيز اتخذ قرارًا بمهاجمة أول مستعمرة يهودية في طريقه عند دير البلح وهي مستعمرة كفار داروم بهدف تحريرها.

وفي الوقت ذاته، الذي استطاعت قوات الفدائيين بقيادة البطل أحمد عبد العزيز من تكبيد العصابات الصهيونية خسائر فادحة فقطعت الكثير من خطوط اتصالاتهم وإمداداتهم، وساهمت في الحفاظ على مساحات واسعة من أرض فلسطين قبلت الحكومات العربية الهدنة العربية اليهودية 1948 ووقف إطلاق النار لمدة أربعة أسابيع تبدأ من 11 من يونيو 1948، مما أعطى للصهاينة الفرصة لجمع الذخيرة والأموال وإعادة تنظيم صفوفهم.

وهناك صولات وجولات للبطل، وكان من ضمنها عندما بدأ أحمد عبد العزيز عند وصوله إلى بيت لحم باستكشاف الخطوط الدفاعية للعدو، وكانت تمتد من تل بيوت ورامات راحيل في الجهة الشرقية الجنوبية للقدس بالقرب من قبة راحيل في مدخل بيت لحم الشمالي حتى مستعمرات بيت هكيرم وشخونات هبوعاليم وبيت فيجان ويفنوف ونشر قواته مقابلها.

وقد أعاد رسم الخرائط العسكرية للمواقع في ضوء الوجود اليهودي، مما سهل من مهمة القوات النظامية العربية التي دخلت فيما بعد في حرب 1948م.

قصة الصورة النادرة..
وسلطت "بوابة المواطن" الضوء على صورة نادرة للبطل أحمد عبد العزيز أثناء وقوفه مع الأعور "موشية ديان" رافضًا الجلوس معه في طاولة واحدة.

وجسدت تلك الصورة "كبرياء البطل"، وهو رمز لكل قائد عربي يرفض الجلوس مع الصهاينة حتى للتفاوض فهم محتلون مغتصبون ولا يجب الجلوس معهم على طاولة واحدة.