طباعة

" السيسي و الشيخ العدوي " ما الذي جمعهما ؟ .. الإجابة: بعد أسماء الله الحسنى

الإثنين 28/05/2018 06:20 م

وسيم عفيفي

السيسي - إسماعيل صادق العدوي

لكلٍ منهم شيخ، فكان الشيخ المراغي مؤثراً في الملك فاروق، بينما تحول حسن البنا إلى ملهمٍ للشاب جمال عبدالناصر حتى انفصلا، فيما ارتبط السادات بالشيخ النقشبندي والإمام عبدالحليم محمود وشيخ مسجد السيد البدوي، أما مبارك فلم يبدو عليه ارتباطاً بالشيوخ سوى في المحافل الرسمية، بينما السيسي أخذ خطاً مغايراً بحكم الأقدار فكان ارتباطه بالشيوخ من باب "التأثر" وليس من حكم العادة أو الطراز الرسمي بالدولة.
رجوع بالذاكرة إلى الذكريات
مواليد السبعينيات الذين حضروا زهاء التلفزيون المصري يتذكرون جيداً برنامج "أسماء الله الحسنى" والذي كان يبدأ بتلاوة للشيخ عبدالرحمن الحذيفي ثم غناء المجموعة" حتى يجيء الشيخ بالاشتراك مع ممثل أو ممثلة معتزلة ويبدأوا في فيوض إيمانية بالشرح لاسم من أسماء الله الحسنى.
الشيخ إسماعيل صادق
الشيخ إسماعيل صادق العدوي
من ضمن هؤلاء الضيوف في برنامج "أسماء الله الحسنى" صاحب فكرة البرنامج نفسه، والذي حقق شهرة واسعة آنذاك، كان صاحب الفكرة هو ذلك الرجل ضخم الجثة وكث اللحية وجهوري الصوت، تشعر وأنت تتابعه أنك أمام شيخ من شيوخ الكتاتيب أو أنه جد من جدودك، وهو الشيخ إسماعيل صادق العدوي إمام الجامع الأزهر وصاحب المضيفة العلمية التي تحمل اسمه في ناصية شارع جوهر أمام جامعة الأزهر في الدراسة، والذي لا يبعد كثيراً عن حي الجمالية الذي نشأ فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي وكان يبث حلقة الشيخ من برنامج "أسماء الله الحسنى".
السيسي و العدوي .. كيف بدأت الحكاية ؟
جاء إعلان وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي للترشح في الانتخابات الرئاسية يوم 26 مارس سنة 2014 م، عقب تقديمه إستقالته من منصبه كوزير للدفاع والترشح رسميًا في انتخابات رئاسة الجمهورية، وفي إبريل من نفس العام بدأ في التقدم بأوراقه في الانتخابات والتي فاز فيها السيسي بحصوله على 780104 23 صوتا بنسبة 96.9% من الأصوات الصحيحة.

كانت الفترة بين إعلان الرئيس السيسي للترشح وإعلانه رئيساً، عدد من اللقاءات التلفزيونية والتي لم يكشف فيها جوانب عن حياته الشخصية، حتى كشف في الخامس من مايو سنة 2014 ممع الإعلامية لميس الحديدي، والإعلامي إبراهيم عيسى، أنه كان مستمعًا جيدًا للشيخ إسماعيل صادق العدوي، والشيخ محمد متولي الشعراوي، مؤكداً أنهما قد أثرا فيه، وخصوصا الأول ، ويتسمان بقدر كبير من العقل والرشد كثيرون، وقتها كثيرون سألوا عن الشيخ إسماعيل صادق العدوي ولماذا ليس هو مشهور مثل الشيخ الشعراوي. 
إسماعيل صادق العدوي .. العالم الرباني
الشيخ إسماعيل صادق
الشيخ إسماعيل صادق العدوي
الشيخ إسماعيل صادق العدوي من مواليد 6 أغسطس عام 1934 م ، في بنى عدي بمحافظة أسيوط فى صعيد مصر كان والده الشيخ صادق العدوي من علماء الأزهر الشريف، وينتهي نسب العائلة من جهة الأم والأب إلى قبيلة بنى عدي التى ينتهى نسبهم الشريف لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حفظ الشيخ العدوي القرآن فى سن صغيرة ثم التحق بالمدارس الأميرية وفي المرحلة الثانوية بمعهد القاهرة الديني ثم بكلية الشريعة بالأزهر.

الشيخ إسماعيل صادق
الشيخ إسماعيل صادق العدوي
حصل العدوي على العالمية بامتياز في علوم أصول الدين والشريعة والفتوى عام 1964م، طبقا لسيرته الذاتية الموجودة في مضيفته الكائنة بشارع جوهر في حي الأزهر، لُقب الشيخ عند حداثة سنه بالشيخ المصارع لأنه حقق انتصارات عديدة فى رياضة المصارعة الرومانية ، وظل محتفظا بهذا اللقب لأنه صارع الباطل بدعوته الى الله عز وجل.
عين العدوي إماماً وخطيبًا للجامع الازهر بعد تخرجه، ولكنه طلب تعينه لمسجد سيدي أحمد الدردير رضي الله بعد وفاة أبيه الشيخ صادق الذى كان إماما للمسجد ثم إنتدب من مسجد سيدي الدردير، مديرًا للدعوة والإرشاد بأبي ظبي، ونقل إمامًا وخطيبًا للجامع الأزهر الشريف، وكان الشيخ العدوي يستيقظ مبكرًا يوم الجمعة استعدادًا لخطبة الجمعة بالجامع الأزهر الشريف، وبعد صلاة العصر يتوجه إلى مسجد الإمام الحسين ليشرح فيه صحيح البخاري، ويدرس التفسير حتى المغرب، ويذكر تلامذة الشيخ أن العدوي كان لا يستخدم الميكروفون بمسجد الإمام الحسين وعندما سُل عن سر ذلك قال إني أستحي أن أتحدث بميكرفون في حضرة سيدنا ومولانا الإمام الحسين رضي الله تبارك وتعالي عنه، لما يحدث عنه من ارتفاع شديد في الصوت لدى حضرة مولانا.
   
كان أسبوع الشيخ إسماعيل صادق العدوي ممتلئ بالنشاط، ففي يوم السبت يتوجه بعد صلاة المغرب إلى مسجد الدكتور مصطفي محمود فيلقي دروسه في علم التوحيد والعقيدة، وفي يوم الأحد يتوجه إلي مسجد الإمام الحسين يلقي درساً في الحديث الشريف، وفي يوم الاثنين يتوجه إلي الجامع الأزهر الشريف ليلقي درساً في التفسير وشرح صحيح الإمام مسلم، وبعد العشاء من ذات اليوم يتوجه رضي الله عنه إلي منزله مع تلاميذه ليشرح فيها كتاب "أوضح المسالك إلى مذهب الإمام مالك" أحمد الدردير.
وفي يوم الثلاثاء يلقي درسًا في الفقه المالكي بمسجد سيدي أحمد الدردير، وفي يوم الأربعاء يتوجه إلي الجامع الأزهر الشريف ليلقي درساً في الحديث والتفسير، ويوم الخميس كان يخصصه دائمًا لتحضير خطبة الجمعة، اشترك العدوي في العديد من البرامج الدينية بالتليفزيون، والتي يحرص علي مشاهدتها جميع المجتمع الإسلامي لثرائها بالمواد العلمية الفقهية والشرعية، ووضوح أسلوبها منها علي سبيل المثال: "برنامج حديث الروح، وبرنامج أسماء الله الحسنى" والذي كان الشيخ هو صاحب فكرته بالتليفزيون المصري.
وتوفي الشيخ العدوي يوم الأربعاء 23 رمضان عام 1418 هـ من الهجرة الموافق 22 يناير 1998م ، ودفن في بستان العلماء بالدراسة ظهر الخميس الوتر في العشر الأواخر الموافق 24 رمضان عام 1418 من الهجرة الموافق 23 يناير 1998م.