طباعة

"زينب" بنت الباشا التي بسببها كان "كوبري قصر النيل"

الأحد 03/06/2018 04:26 ص

وسيم عفيفي

كوبري قصر النيل

ربما كانت المطربة أسمهان من أوائل الذين تغنوا في الخديوي إسماعيل، حيث وصفته بنفس الوصف الذي اتفق عليه المؤرخين بأنه "باعث التمدن في مصر"، ولعل هذا الوصف يليق بما فعله إسماعيل من مشاريع مثل قناة السويس وكوبري قصر النيل. 
يعد كوبري قصر النيل هو أول كوبري يتم إنشاءه في مصر من أجل العبور فوق النيل، كما اتخذ صفة أخرى وهو أنه أطول الجسور المصرية في حقبة إنشاءه، واتسم بعلامة مميزة هي الأسود القابعة عند المدخل الأمامي والخلفي للكوبري. 
"كوبري قصر النيل" جذور التأسيس وقائمة الأسعار 
كوبري قصر النيل
كوبري قصر النيل
تعود جذور تأسيس كوبري قصر النيل إلى سنة 1869 م، وذلك بعد 4 سنوات من إصدار قرار إنشاءه الذي تم توجيهه إلى نظارة الأشغال بالتزامن مع تأسيس سراي الجيزة، وكان هدف تأسيس كوبري قصر النيل أن يكون حلقة الوصل بين القاهرة والجيزة. 

تعهدت شركة فرنسية ببناء الكوبري حتى انتهت منه سنة 1871 م بتكلفة 113 ألف و850 جنيه، وفور افتتاحه قضت السلطات المصرية بفرض رسوم مرور على كل العابرين فوق الكوبري وفق نظام قانوني صارم يقضي بأن يدفع الرجال والنساء ربع قرش، أما الأطفال والغزلان فمعفيين من الرسوم، وبالنسبة للعربات المليئة بالبضائع قرشين والفارغة قرش. 
أين هو القصر الذي يُنْسَب إليه الكوبري؟ 
منطقة كوبري قصر النيل
منطقة كوبري قصر النيل
تسمية الكوبري بـ "قصر النيل" راجعة إلى القصر الذي أسسه محمد علي باشا لنجلته زينب، وعندما تولى سعيد باشا الحكم قام بهدم القصر وتحويله لثكنات عسكرية سرعان ما سيطر عليها الإنجليز بعد احتلالهم لمصر ثم تم هدم الثكنات وبناء جامعة الدول العربية وفندق هيلتون. 
سِبَاع جليوم التي صارت "أسود كوبري قصر النيل" 
أسدي كوبري قصر النيل
أسدي كوبري قصر النيل
عن أسود الكوبري فتبدأ حكايتها بأن الخديوي إسماعيل أرسل إلى شريف باشا وزير الداخلية في 7 إبريل 1871 خطابا يفيد بأنه تم تكليف الخواجة جاكمار بعمل أربعة تماثيل سباع، واقترح جاكمار أن تكون هذه التماثيل متوسطة الحجم. 

تم تشكيل لجنة من كل من المثال الكبير أوجين جليوم والمصور الشهير جان ليون جيروم للإشراف على عمل التماثيل وظلت الخطابات تتبادل بين أعضاء اللجنة والخديوي إسماعيل لإبلاغه بما يتم في شأن التماثيل المذكورة. 

وفي 22 مايو 1873م أصدر الخديوي إسماعيل أمرًا إلى ناظر المالية بفتح اعتماد بمبلغ 198 ألف فرنك باسم جيلوم وجيروم أعضاء مجلس العلوم بباريس للصرف منها على تماثيل السباع التي ستوضع بكوبري قصر النيل، ووصلت التماثيل الأربعة إلى الإسكندرية، وتم وضعها في ديوان البحرية بالإسكندرية ثم نقلوا منها إلى قصر النيل. 
كوبري قصر النيل الحالي غير القديم 
المرور فوق كوبري
المرور فوق كوبري قصر النيل
دار الزمن بدورته وبعد مضي 59 سنة من تأسيس كوبري قصر النيل، تم تأسيس كوبري جديد في نفس مكان الكوبري القديم من أجل أن يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة ويتلاءم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران. 
قام الملك فؤاد الأول بوضع حجر أساس الكوبري الجديد في 4 فبراير عام 1932 إحياءًا لذكرى والده وأطلق عليه اسم "كوبري الخديوي إسماعيل" بتكلفة بلغت 291،955 جنيها، وقام الملك فؤاد الأول بافتتاحه في 6 يونيو عام 1933 م.