طباعة

كيف شارك إبليس بـ "غزوة بدر" رغم أن الشياطين تُحْبَس في "شهر رمضان" ؟

السبت 02/06/2018 03:30 م

وسيم عفيفي

آية سورة الأنفال حول مشاركة الشيطان في غزوة بدر

تمثل "غزوة بدر" ذكرى غالية على نفوس المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات كون أنها فرقت بين الحق والباطل يوم 13 مارس عام 624 م الموافق 17 رمضان عام 2 هـ، لتكون أول انتصار من المسلمين على كفار قريش.
اسمها ليس "غزوة بدر"
خريطة معركة بدر
خريطة معركة بدر
يرفض فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إطلاق كلمة "غزوة" على المعارك المتعلقة بالرسول، وجاء رفضه هذا عام 2010 م، كون أنه بحث فى المعاجم القديمة ووجد أن معناها يطلق على السير إلى لقاء العدو، فمجرد الخروج لملاقاة العدو تسمى "غزوة".

وأكد شيخ الأزهر أن المؤرخين القدامى أطلقوا على المعارك التي خاضها النبي بـ"الغزوات"، وأن هذه الكلمة تزعجه هو شخصيا، وأضاف "لم تكن غزوة لأننا لو نظرنا إلى المنطقة التى وقعت بها الموقعة نجدها تقع على بعد 145 كيلو مترا من المدينة المنورة مكان المسلمين، وعلى بعد 450 كيلو من مكة المكرمة مكان قريش، وسنجد أن المشركين قطعوا مسافة 450 كيلو إلى تلك المنطقة وقابلهم فيها المسلمون، ولو أننا حسبنا المسافة التى قطعها كلا الطرفين لو جدنا أن المشركين قطعوا المسافة الأكبر، أى أنهم هم الساعون للحرب ولم يسع المسلمون في أي موقعة خاضها النبي للبدء بالعدوان".
إبليس في غزوة بدر رغم أن الشياطين تُحْبَس في رمضان
آية مشاركة إبليس
آية مشاركة إبليس في معركة بدر
يلخص علماء السيرة أسباب المعركة، حين حاول المسلمون اعتراض قافلة تجارية فيها أموالهم التي سُرِقَت من كفار قريش بمكة، وكان قائد القافلة أبو سفيان بن حرب والذي نجح في إنقاذ القافلة وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين.
انضم إبليس لصفوف الكفار، حيث يقول الله تعالى عن هذه الحادثة في القرآن الكريم، "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ".
جاءت مشاركة إبليس في معركة بدر، حين تجسد في صورة سراقة بن مالك بن جُعْشُم المدلجي والذي حمسهم على القتال، ثم فارقهم حين رأى الملائكة تقاتل بصفوف المسلمين، ففر من المعركة وقال "إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ".
انفوجراف عن غزوة
انفوجراف عن غزوة بدر - مصدر | قصة الإسلام
يطرح السؤال نفسه في تلك القصة حول التوفيق بين الآية القرآنية والحديث المشهور عند الإمامين البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين"؛ فالحديث ينص على غياب الشياطين عن شهر رمضان بينما القرآن الكريم يحكي قصة إبليس في معركة بدر.
ورغم الخلاف بين شرح الحديث حول أن المصفد بالأغلال هم الجن وليسوا الأبالسة، لكن الجواب على هذه المسألة ذكره العلماء بقولهم "لا يمكن الجزم بأن ما قاله صلى الله عليه وسلم من تصفيد الشياطين أنه كان في أول تشريع الصوم وقد شرع صوم رمضان في السنة الأولى من الهجرة، بينما كانت غزوة بدر في السنة الثانية فقد يكون ذلك الحديث بعد غزوة بدر، فضلاً عن أن تصفيد الشياطين يكون في حق المؤمنين وليس الكافرين.
لـ التاريخ .. شهداء معركة بدر
لوحة تذكارية لشهداء
لوحة تذكارية لشهداء معركة بدر
كان عددُ المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً، وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار.

أما الشهداء من المهاجرين فهم
1 ـ عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف ، من قريش.
2 ـ عمير بن أبي وقاص ، من قريش ، وهو أخو سعد.
3 ـ ذو الشمالين بن عبد عمرو الخزاعي ، حليف لقريش.
4 ـ عاقل بن البكير الليثي ، حليف لقريش.
5 ـ مهجع ، مولى عمر بن الخطاب.
6 ـ الحارث بن صفوان الفهري ، من قريش.

بينما الشهداء من الأنصار هم
1 ـ سعد بن خيثمة ، من الأوس .
2 ـ مبشر بن عبد المنذر ، من الأوس .
3 ـ يزيد بن الحارث ، من الخزرج .
4 ـ عمير بن الحمام ، من الخزرج .
5 ـ رافع بن المعلى ، من الخزرج .
6 ـ حارثة بن سراقة ، من الخزرج .
7 ـ عوف بن الحارث ( المسمى : ابن عفراء ) ، من الخزرج .
8 ـ معوذ بن الحارث ( المسمى : ابن عفراء ) ، من الخزرج ، وهو أخو عوف .