قادة وزعماء، خاضوا معارك وحروب، وتحملوا مسئولية البلاد، ولكن لن ينسى أحدهم إنه له أسرة وعائلة مسئولة منه، فمنهم الزوج والأب والأخ، والأبن البار، فكيف كانت علاقة رؤساء مصر مع أسرهم.
وترصد "بوابة المواطن"، أبرز علاقات الرؤساء بأسرهم.
جمال عبد الناصر يقضي وقت فراغه مع أطفاله ويستشير تحية في السياسة
ثاني رؤساء مصر، جمال عبد الناصر حسين، ، الذي تولى السلطة منذ سنة 1956 إلى وفاته، ذلك القائد الذي اشتهر بصلابته، وقرارته الصارمة، فهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالملك فاروق، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة، والذي وصل إلى الحكم وبعد ذلك وضع الرئيس محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية، وذلك بعد تنامي الخلافات بين نجيب وبين مجلس قيادة الثورة، قام عبد الناصر بعد الثورة بالاستقالة من منصبه بالجيش وتولى رئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية باستفتاء شعبي يوم 23 يونيو 1956.هذا الزعيم الذي اتسمت سياساته الحادة خلال الحرب الباردة إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية، التي سحبت تمويلها للسد العالي، الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه. ورد عبد الناصر على ذلك بتأميم شركة قناة السويس سنة 1956، وبرغم انشغاله بأحوال الدولة والإصلاحات والقرارات التحديثية في مصر، كما إن عصر شهد نكسات، وهزيمة مصر من إسرائيل 1987، إلا إنه لن ينسى أسرته، فهذا الرجل الذي يحمل على عاتقه كل هذه المسئولية، والصراعات، كان يعامل أسرته المعاملة الحسنة، وكان خير رفيق لهم.
عبد الناصر الذي تزوج عام1944، من تحية كاظم، البالغة من العمر 22 عاما، التي تعرفت على ناصر من خلال شقيقها، عبد الحميد كاظم، صديق ناصر، وبعد زفافهما، انتقل الزوجان إلى منزل في منشية البكري، وهي ضاحية من ضواحي القاهرة، حيث عاشوا لبقية حياتهم.
وفضل عبد الناصر أن يبعد حياته الشخصية، عن العيون، وعن حياته العامة، ولكن لاينسى ناصر وتحية أن يتناقشان في السياسة أحيانا في المنزل، وكان يفضل قضاء معظم وقت فراغه مع أطفاله، وأظهرت بعض الصور والفيديوهات النادرة علاقة عبد الناصر وحبه الدائم لإطفاله، ووصل الامر للعب الكورة معهم، لدى عبد الناصر وتحية ابنتان وثلاثة أبناء" هدى، منى، خالد، عبد الحميد، وعبد الحكيم"، وكان ناصر يجمع شملهم دائما، ونعمة الأب والصديق.
وعشق جمال عبد الناصر التصوير، ولعب الشطرنج، ومشاهدة الأفلام الأمريكية، وقراءة الآداب العربية، واللغة الإنجليزية، والمجلات الفرنسية، والاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية.
وتوفى عبد الناصر سنة 1970، نتيجة تعرضه لنوبة قلبية، يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزاً للكرامة والوحدة العربية.
أنور السادات كبير العائلة ولديه 7 أبناء ويستشير حب عمره
زعيم النصر، الرئيس محمد أنور السادات، هو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية حكَم مصر في الفترة ما بين 1970 إلى 6 أكتوبر 1981.
السادات الزعيم الريفي، الذي ولد في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، برغم إنه اقتحم عالم السياسية، والتي بدأت منذ إن تخرج من الأكاديمية العسكرية عام 1938، وانضم إلى حركة الضباط الأحرار التي قامت بالثورة على حكم ملك البلاد وقتها فاروق الأول في عام 1952، وتقلد عدة مناصب كبرى في الدولة، واشتهر بدهائه السياسي، وهو ما ظهر بوضوح في ثورة التصحيح، وتحضيره لاسترجاع شبه جزيرة سيناء من قبضة إسرائيل إثر النكسة في حرب 1967 وتمكن بإدارته من هزيمتها بعد ثلاث سنوات من بداية حكمه في حرب أكتوبر 1973.
,ولكن لن ينسي إنه من الريف يوما، فكان يعشق لقب كبير العائلة، ويفضله، فيعي لأهمية الأسرة والمسئولية، وهو من اهتم بأخواته، ورعاهم، وسعى كثيرا أن يلم شمل عائلته 13 أخاً وأختاً.
وأيضا أحسن السادات معاملة زوجتيه، وأولاده، حيث تزوج السادات مرتين، فكان زواجه الأول تقليديا، من إقبال ماضي، بنت العمدة، " واستمر لمدة تسع سنوات، وأنجبا خلالها ثلاثة بنات هم رقية، وراوية، كاميليا.
وجاء زواجه الثاني، نتيجة حب من النظرة الأولى، حيث التقت جيهان رؤوف صفوت، مع أنور السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها، في صيف عام 1948 وكانت في الخامسة عشرة من عمرها ووقعت جيهان في غرام السادات وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجاً ولديه 3 بنات، و بالفعل تزوجته في 29 مايو 1949، قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية عندما كان ضابطا صغيرا، وأنجبت منه ثلاثة بنات وهن لبنى ونهى وجيهان وولد واحد وهو جمال، واستمر حبهما طوال العمر، في علاقة دعم ومساندة مشتركة، ويستشيرها في كل أموره، وهي أول سيدة تحمل لقب "سيدة مصر الأولى"، ورجعت إلى الحياة العامة لتدعم زوجها السادات.
,وبرغم هذا ظل السادات متواجد في حياة بناته من الزوجة الأولى إقبال، وهذا ما أظهرته بعض الصور واللقطات في المناسبت الخاصة وأعياد الميلاد لهن، وكان يجمع أبناءه دائما، وبرغم بعض الشائعات التى ظهرت عن خلافات أبنائه ولكن الصور لاتظهر ذلك وخاصة أثناء حياة السادات.
وتم اغتيال السادات في يوم 6 أكتوبر، 1981، أثناء الاحتفالات بنصر أكتوبر، بعد حصوله عام 1978 على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن إثر توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد.
السيسي الأبن البار والزوج الشرقي الملتزم
الاسم الكامل عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، من مواليد 19 نوفمبر 1954، هو الرئيس السادس والحالي لجمهورية مصر العربية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي تم انتخابه سنة 2014 لمدة 4 سنوات بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية 2014، ثم فاز في انتخابات الرئاسة المصرية 2018، لولاية ثانية.
وهذا الزعيم المصري، الذي احتل في عام 2016 المرتبة 44 في قائمة مجلة فوربس للشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، بينما صنفته في ذات العام وكالة أنباء سبوتنيك التابعة للحكومة الروسية في المرتبة الرابعة على قائمتها للزعماء والرؤساء الأكثر نشاطاً وظهوراً، لم ينسى أبدا إنه زوج شرقي ملتزم وأب وإبن بارا.
فهذا القائد الصلب، كان مرتبط أرتباطا شديدا بوالدته، الحاجة سعاد إبراهبم، وأكبر دليل دموعه كلما يتذكرها أو يسئل عنها، وحديثه عن دعائها له، ووصفها بإنها سيدة مصرية أصيلة، و إنه محظوظ بوالدته العظيمة، لكنها بعدت عن الأضواء، وتوفت عام 2015، وكان يرغب السيسي، دائما أن تبعد عائلته عن الكاميرات والأضواء.
ومن ناحية أخرى، يعتبر الرئيس السيسي، الرجل الذي يقدس الأسرة، وهذا يظهر في كل تصرفاته وخطابته، وتزوج عبد الفتاح السيسي، من انتصار عامر عام 1977م، بعدما أنهى دراسته بالكلية الحربية، وكان بمثابة الرجل الشرقي الملتزم، المحافظ على أسرته، وأنجب أربعة أبناء "محمود" ويعمل ضابط بالمخابرات الحربية "متزوج من نهى التهامي"، ومصطفى ويعمل في الرقابة الإدارية، "متزوج من رضا"، وابنها حسن، ويعمل مهندس بإحدى شركات البترول ومتزوج من داليا ابنة الفريق محمود حجازي رئيس أركان القوات المسلحة"، وابنتها الوحيدة "آية" متزوجة من ابن اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء.
وقرر السيسي أن يبعد عائلته عن الحياة السياسية، ولم يظهروا سوى المناسبات العامة فقط.
