مع بدايات حركة الإصلاح الديني في العالم، نجد أنه كان يوجد شخص مؤثر بشكل كبير في تاريخ الكنيسة، إنه القس " سافونارولا " الذي انتهت حياته مصلوبًا ومحروقًا، وكان هو أول من أطلق في إيطاليا الدعوة إلى إصلاح الكنيسة الكاثوليكية من داخلها بتخليصها من أدوارها السياسية وإعادتها إلى واجباتها الروحية فقط، واعتبر أن سلطتها السياسية تسببت في فسادها وفساد رجال الدين، واتهمها بالجاهلية والوثنية بسبب اهتمامها بالطقوس والشعائر أكثر من اهتمامها بالروحانيات والأخلاق المسيحية.
كان "سافونارولا" شخصية معارضة، ودائمًا ما كان يثور على الكنيسة وعلى النظام بها، وحتى طبقة الكرادلة والكهنة في الكنيسة لم يسلموا من هجومه الذي تمادى إلى حد الهجوم على البابا نفسه، ومحاولته استعادة الكنيسة إلى ما يراه لها من نقاء وطهر من كل ما عاث بها من فساد وانغماس في المصالح الدنيوية والسياسية.