يُقال دائمًا أن النسيان نعمة، ولكن الذاكرة نعمة أكبر منها إذا فقدتها تتحول حياتك وحياة من حولك إلى جحيم، ومن أشد أمراض الذاكرة خطورة هو مرض "ألزهايمر"، ذلك المرض اللعين الذي يُصيب المخ ويفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز، وفي بعض الأحيان يتطور المرض ليصبح أشد شراسة ويُصيب المريض بالهلوسة أو حالة من حالات الجنون، وأخر الأمر قد يفقد المريض قدراته الحياتية المبدئية والأساسية، مثل عدم التحكم في التبول، أو عدم القدرة على تناول الطعام بمفرده، وهكذا، ومنذ عام 1906م عندما قام العالم "ألويس ألزهايمر" باكتشاف المرض، وفتح الباب وقتها للأبحاث والدراسات حوله، وحتى وقتنا هذا لم يُغلق ذلك الباب أبدًا، ولم يُكتشف الأسباب الحقيقية للإصابة بالمرض، وحتى الأن لم يتم تصنيع علاج له.
ألويس ألزهايمر
في يوم 14 يونيو عام 1864م، بمدينة "ماركبريت" بولاية برافيا في جنوب ألمانيا، ولد "ألويس ألزهايمر" في أسرة متوسطة الحال، عشقه للعلوم جعله يكمل تعليمه الجامعي في كلية الطب بجامعة برلين، و بعد حصوله على درجة الدكتوراة في عام 1887م، التحق بالعمل فى مستشفى للأمراض العقلية والعصبية بمدينة "فرانكفورت"، وقضي بها 7 سنوات تعلم خلالها الطب النفسي، كما طور عدد من أبحاث الأمراض العصبية، وفي عام 1918م، أتم الجزء الأخير لمؤلفاته الثمانية التى بدء فيها من عام 1906م، والتى تتضمن أبحاثًا ودراسات عن علم الأنسجة والتشريح المرضي، بعد ذلك كرس حياته للأبحاث حول الأمراض العصبية.
المريضة "أوجست"
في عام 1901م، جاءت له مريضة عمرها 51 عامًا، تشكو من النسيان، وظلت تحت العلاج مدة طويلة، ولكن بمرور الأيام ساءت حالتها أكثر، وصارت تحتاج للمساعدة في بيتها، بعد أن نست مكان الحمام وغرفة النوم، وأسماء أولادها، وبدأت تظهر عليها أعراض عدم إدراك الوقت، وصعوبة المشى، وتغير في السلوك.
حاول ألزهايمر علاجها بالكهرباء لتنشيط المخ لكن دون جدوى، غير نتيجة، والأسوء من ذلك أن محاولة تحسين حالتها بالأدوية المتاحة وقتها ساهم في تفاقم الحالة، وبعد 5 سنين من المحاولات، ماتت "أوجست".
بعد وفاتها طلب ألويس ألزهايمر من أهلها الموافقة على القيام بتشريح دماغها، وأثناء عملية التشريح، وجد الطبيب تغير كبير في قشرة دماغ المريضة.