طباعة

"فيديو وصور" .. أجواء العيد داخل مسجد عمرو بن العاص في ذكرى وفاة مؤسسه

الجمعة 15/06/2018 06:47 ص

كتب: وسيم عفيفي - تصوير: أسامة عبدالغني

مسجد عمرو بن العاص

التف الرجال والشباب في 1 شوال سنة 1439 م بمسجد عمرو بن العاص فاتح مصر، في انسجامٍ وهدوء وفرح ويبدأون تكبيرات العيد في جو إيماني رشيق داخل أول مسجد في مصر والقارة الإفريقية، في مشهد سنوي يتكرر منذ أن عرفت مصر الإسلام، ولم يتغير حتى مع المد الشيعي الذي بدأ في العهد الفاطمي واستبدال المسجد الأزهر بجامع عمرو بن العاص.
قبر عمرو بن العاص
قبر عمرو بن العاص
الوصل بين المحبين لـ مسجد عمرو بن العاص وتاريخه يتيح لنا أن نستشعر روح عمرو بن العاص القابع قبره في مسجد سيدي عقبة بن عامر في مقطم الفسطاط، والبعيد كل البعد عن المسجد نفسه، والألم الحقيقي ليس في تشويه قبر عمرو بن العاص ولا حتى سيرته، وإنما لأن يوم موته كان عيداً قضاه كل المصريون في حزن.
مسجد عمرو بن العاص
مسجد عمرو بن العاص
منذ 1396 سنة وبالتحديد في الأول من شوال لعام 43 هجرية، أنهى المسلمون في مصر صلاة العيد ليدخلوا في تكبيرات الجنازة، وكانت الميت هو "عمرو بن العاص" حيث توفي ليلة عيد الفطر وشيعت جنازته من مسجده بعد صلاة العيد مباشرةً.

يذكر المبرد في كتابه الكامل في اللغة والأدب تفاصيل اللحظات الأخيرة لوفاة عمرو بن العاص حيث قال " لما حضرت الوفاة عمرو دخل عليه ابن عباس فقال: "دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر، فدخل عليه عبد الله بن عمرو فقال له: " يا عبد الله، خذ ذلك الصندوق "، فقال: لا حاجة لي فيه، قال: " إنه مملوء مالا "، قال: لا حاجة لي به، فقال عمرو: " ليته مملوء بعرا " قال: فقلت: يا أبا عبد الله، إنك كنت تقول: أشتهي أن أرى عاقلا يموت حتى أسأله كيف يجد فكيف تجدك؟ قال: " أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما، وأراني كأنما أتنفس من خرم إبرة "، ثم قال: " اللهم خذ مني حتى ترضى ". ثم رفع يديه فقال: " اللهم أمرت فعصينا، ونهيت فركبنا فلا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، ولكن لا إله إلا الله " ثلاثا، ثم فاظ".
مسجد عمرو بن العاص
مسجد عمرو بن العاص
دُفِن عمرو بن العاص في مدخل مسجد سيدي عقبة بن عامر الجهني على سفح المقطم في القاهرة، ولم يكن قبره معروفاً بعد قرون من وفاته حتى حدده حرملة التجيبي، ولعل السبب في إهمال قبر عمرو بن العاص، ما ذكره المؤرخ محمد أحمد محمود في بحثه عن القبر بمجلة لقطات، حيث قال " كان لفترة العصر الفاطمي تأثيرًا كبيرًا على تغييب الناس عن ضريح عمرو بن العاص، وأيضا وصية عمرو نفسه أن يكون قبره صغيرا متواضعا".
صلاة العيد داخل مسجد
صلاة العيد داخل مسجد عمرو بن العاص
وقد تم بناء المسجد في 24 رمضان من عام 20هـ الموافق 5 سبتمبر 641م وكان يُعْرَف باسم مسجد الفتح، ثم تغير اسمه ليكون المسجد العتيق، حتى صار اسمه من اسم صاحبه.
كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً فى 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته "مسلمة بن مخلد الأنصاري" والي مصر من قبل "معاوية بن أبي سيفان" وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري؛ وهو الآن 120 في 110 أمتار أي حوالي 13200 متر.
صلاة العيد داخل مسجد
صلاة العيد داخل مسجد عمرو بن العاص
كان مسجد عمرو في الفسطاط به بيت المال الرئيسي الخاص بالدولة وبه حلقات ودروس وعلماء مثل الإمام الشافعي الذي ألقى فيه دروسه و الليث بن سعد وأبو طاهر السلفي ، وخطب فيه العز بن عبد السلام وكان في المسجد عام 415هـ حلقة درس ووعظ للسيدات، تقوم عليها إحدى النساء الشهيرات في زمانها، وهي أم الخير الحجازية.