ساقها القدر إلى تولي مقاليد الحكم في بلادها، وعلى الرغم من تاريخ عائلتها الدموي إلا أنها اعتنت بالفقراء وخففت من الترام التدريجي للضرائب الإلزامية، كما أصدرت قانون بإسمها لإغاثة الفقراء، أنها الملكة العذراء "اليزابيث الأولى"، التي حكمت إنجلترا أيرلندا لمدة 45 عامًا، وأدارت البلاد بالشورى واشتهرت فترة حكمها بالعصر الاليزابيثي، وازدهرت الدراما الإنجليزية في عصرها.
كانت إليزابيث أسطورة زمانها، التي نفد مداد المؤرخين عليها، حيث كانت حياتها عبارة عن لغز كبير يحوي بداخله بير عميق من الأسرار التي لم تُكشف حتى الآن، مثلًا لماذا لم تتزوج الملكة إليزابيث ولماذا لم تنجب وريثا للعرش؟ وهل صحيح أن الملكة لم تكن أنثى بل رجلًا ؟ إليكم كل القصص والأسرار المذهلة خلف ملكة إنجلترا العذراء.
أسطورة صبي بيزلي
كان الملك "هنري الثامن" رجلًا جبارًا متغطرسًا سفاكًا للدماء، وكان يفتقد للتعاطف الإنساني العادي تجاه عائلته، وكانت إليزابيث تعيش منفية في قصر مخصص للصيد والرحلات الخلوية في مدينة بيزلي بعد قتل والدتها، وكانت علاقة الأب بابنته الأميرة سطحية للغاية، وكانت الأميرة تعيش في رعاية الخدم ويرافقها صبي من عائلة فقيرة، وبينما كانا يلعبان سويًا ذات يوم إذ بها تسقط ضحية المرض المُفاجئ وتفارق الحياة، وكان ذلك قبل ليلة واحدة من وصول والدها لروؤيتها، وبالطبع ارتعب الخدم وخافوا أن يكلفهم الملك حياتهم، حيث كانت مهمتهم الأساسية أن هي الحفاظ على حياة الأميرة التي كان مُخطط لها الزواج من أمير فرنسي أو أسباني لإتمام تحالف دولي وكان يعهد إليها بإنجاب أطفال يحافظون على السلالة، وكان لديهم فرصة وحيدة لإخفاء الحقيقة عن الملك، حيث فكرت المربية أولاً بالعثور على فتاة في القرية وجعلها ترتدي ملابس الأميرة لخداع الملك، ولم تجد أي فتيات بعمر اليزابيث، فاضطرت إلى إجبار الصبي نيفيل الذي كان يرافق الأميرة على ارتداء ملابس رفيقته المُتوفاة، ولُحسن الحظ نجحت الخدعة، حيث كان الملك نادرًا ما يرى طفلته، وللأسف قرر الملك في هذه الزيارة أن تعود ابنته مع إلى لندن وتم الحكم على الطفل البائس أن يلعب دور الأميرة الميتة، ودفعه القدر لأن يعتلي عرش إنجلترا.
إذن في القصتين نفي لرواية صبي بيزلي، ويظل السؤال لماذا لم تتزوج الملكة؟، ومن الواضح أن الملكة كانت مولعة بلقب "الملكة العذراء" التي طلبت بأن يُنقش على قبرها.
تفاحة آدم والمكياج الزائد
الحجة الثانية التي يقدمها مؤيدو قصة "صبي بيزلي" هو المظهر العام الذي كانت تحرص الملكة إليزابيث على الظهور به، حيث كانت ترتدي دائمًا ثياب مقفلة تُغطي منطقة الرقبة والصدر، وكميات كبيرة من المساحيق تغطي وجهها، وقالوا أن تلك الثياب ذات الصدر المقفل والريش الكثيف كان هدفها تغطية تفاحة آدم التي توجد في رقبة الصبي الذي انتحل شخصية إليزابيث، وأن مساحيق التجميل كان هدفها تغطية شعر الذقن.