طباعة

النبوي إسماعيل و فايدة كامل عائلة سياسية لاحقها النحس بسبب "السادات"

الأحد 17/06/2018 01:00 ص

وسيم عفيفي

فايدة كامل - النبوي إسماعيل

من الصعب جداً أن تجد توافقاً كبيراً في الزيجة بين السياسة والفن، غير أن نموذج محمد النبوي إسماعيل "وزير الداخلية" وزوجته المطربة فايدة كامل من أنجح العلاقات التي جمعت بين السياسة والفن، وصلت يوماً إلى أعلى قمة وانتهت في 6 أكتوبر 1981 م إلى أقل مستوى.
"النبوي إسماعيل" النشأة وبداية النهاية
النبوي إسماعيل
النبوي إسماعيل
في العام 1925 م ولد محمد النبوي إسماعيل في حي الدرب الأحمر، ثم التحق بكلية الشرطة وتخرج منها عام 1946 م وعمل في الأمن العام واكتسب شهرة واسعة في أوساط الإجرام كون أنه أشرس ضابط أمن.

عقب قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952 م التحق النبوي إسماعيل في جهاز أمن الدولة وعمل ضابطاً حتى وصل إلى الشهرة بإنجاز أمني ذكره الكاتب الصحفي محمود فوزى في كتاب له أنه أنقذ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من محاولة اغتيال في احتفالات محافظة السويس عام ١٩٦٥م.

كانت فترة السبعينيات هي الأهم في مسيرة النبوي إسماعيل، حيث عمل مديراً لمكتب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ممدوح سالم، وبدأ النبوي إسماعيل حملة أمنية مكثفة ضد تجار السوق السوداء واكتسب شهرةً واسعةً في ذلك.
أحدثت أعمال الشغب في 18 و 19 يناير سنة 1977 م، أزمة سياسية في الساحة المصرية، فكان لابد من اختيار وزير داخلية شرس فتم اختيار النبوي إسماعيل وزيراً للداخلية وظل في منصبه سنة 2 يناير سنة 1982 م.

كانت عملية اغتيال السادات فضيحة سياسية وأمنية طالت كافة قيادات الأمن وعلى رأسهم اللواء محمد النبوي إسماعيل، خاصةً بعد تورطه في قرارات 5 سبتمبر سنة 1981 م والتي سجنت كافة ممثلي الحركة الدينية والسياسية رغم نفيه لدوره في تلك القرارات.
عقب اغتيال السادات تم اختيار النبوى إسماعيل نائباً لرئيس الوزراء، وهو الوزير الذى حصل الحزب الوطنى والحكومة خلال توليه المسؤولية على نسبة 99.9٪ فى جميع الانتخابات وعام 1982 تم اختياره وزيراً للحكم المحلى، حتى خرج من النظام بشكل رسمي، وظل بعيداً عن الأضواء حتى توفي في مستشفى دار الفؤاد في 15 يونيو سنة 2009 م.

فايدة كامل بايعت السادات رئيساً للأبد فتم اغتياله في عهد زوجها وزير الداخلية
وزير الداخلية النبوى
وزير الداخلية النبوى اسماعيل وحرمه فايده كامل
تعتبر فايدة كامل من المغنيات القليلات اللاتي مزجن الغناء بالسياسة منذ أن حصلت على دبلوم المعهد العالي للموسيقى في القاهرة، غنت مجموعة من الأغاني الوطنية منها نشيد الوطن الأكبر عام 1960م. 

وفق تقارير المسرح المصري فقد أصبحت عضواً في مجلس الشعب المصري لعدة دورات عن دائرة الخليفة بالقاهرة، بعد أن توقفت عن الغناء ، وترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في المجلس نفسه.
تزوجت فايدة كامل من وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل، وهي شقيقة كل من الموسيقي ‏عبد‏ ‏الرحمن‏ الخطيب والموسيقي الراحل سليمان جميل ومطربة الأوبرا أميرة كامل. اشتغلت في العمل السياسي ودخلت موسوعة غينيس كأقدم برلمانية في العالم.
أخبار فايدة كامل
أخبار فايدة كامل
بدأت موهبتها الفنية تظهر منذ سن الثامنة وكانت وقتها في مدرسة البهية البرهانية الابتدائية بحي الخليفة أحد أحياء القاهرة الشعبية، وشاركت في برنامج بابا شارو في الإذاعة. 

وفي سن الحادية عشرة التحقت بمعهد الموسيقى العربية مع الفنانة نجاة الصغيرة، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية والغنائية وكان يزاملها الفنانون الراحلون عبد الحليم حافظ وأحمد فؤاد حسن وعلي إسماعيل، وحصلت على دبلوم المعهد العالي للموسيقى المسرحية، وأثناء مسيرتها الفنية التحقت بكلية الحقوق وحصلت على ليسانس الحقوق.

منذ أن تولَّت فايدة كامل المسؤولية في مجلس الشعب عام 1971 كانت قضايا الوطن هي شغلها الشاغل وكذلك آمال أهل دائرتها والتي استطاعت أن تساهم إلى حد كبير في تحقيق الكثير منها، مثل إدخال مشروع الصرف الصحي ومياه الشرب ورصف الطرق وبناء 11 مدرسة وإنشاء خمسة مراكز للشباب إلى جانب بناء المؤسسات الخيرية لرعاية الفقراء والأيتام وبناء المستشفيات، واستطاعت فايدة كامل كعضو في مجلس الشعب أن تمثل المرأة المصرية في كثير من المؤتمرات الدولية سواء الأوروبية منها أم العربية أم الأفريقية.
خاضت كثيرًا من المعارك في مجلس الشعب من أجل أن تأخذ المرأة المصرية حقها كما نص عليه الدستور خاصة في ما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية وقانون الخلع وقانون إعطاء الجنسية المصرية لأبناء الأم المتزوجة من أجنبي، وكانت آخر أعمالها في رئاستها للجنة الثقافة والإعلام والسياحة إعدادها لمشروع قانون الحفاظ على التراث السينمائي المصري، وهو قانون من شأنه أن يحفظ لذاكرة الأمة المصرية الأفلام السينمائية التي تعتبر تدوينا وتسجيلا لثقافة الشعب المصري وحماية هذه الأفلام في ظل عصر العولمة والسماوات المفتوحة التي تسعى جاهدة لطمس الثقافة العربية.

لها الكثير من الأغانى الوطنية مثل " دع سمائي " التي ألهبت حماس الشعب أثناء العدوان الثلاثى على مصر وأيضا أغنية " وطني حبيبي الوطن الأكبر " مع مجموعة من الفنانين مثل الفنان عبد الحليم حافظ وصباح ووردة الجزائرية وشادية ونجاة الصغيرة.
وغنت أيضا "عاد السلام يا نيل" التي تغنى بها الشعب العربي كله، لها العديد من الأغاني الدينية "إلهي ليس إلاك عونا فكن عوني على هذا الزمان"، اشتهرت بموقفها من السادات حيث بايعته رئيساً مدى الحياة كما كان يريد هو بتعديل دستوري لولا حادث المنصة، وقد توفيت في 21 أكتوبر سنة 2011 م.