يحمل التاريخ بجعبته الآلاف من العلماء والأطباء الذين ساهموا بأعمالهم الخالدة في تغيير مصير الملايين، وأنقذوا وعالجوا الملايين، ويأتي على رأسهم الطبيب " رانيار أرثر غرانيت "، عالم الأعصاب الذي حفر إسمه في التاريخ بحروف من ذهب، بعد أن قدم لطب العيون عدة أبحاث ونظريات حافظت على بصر الملايين، ونال عنها جائزة نوبل في الطب، كما كان له دور سياسي نشط وبارز في فنلندا.
حياته ونشأته
وُلد " رانيار أرثر غرانيت " في 30 أكتوبر 1900م بمدينة ستوكهولم، وقد شارك أرثر غرانيت وهو ما يزال طالبًا في حرب التحرير الفنلندية، ضمن ما كان يسمى بكتيبة «سفيديا»، ونال على ذلك وسام " صليب الحرية "، وقد بدأ رانيار أرثر غرانيت بدراسة القانون في دورات دراسية صيفية في أكاديمية «آبو»، ثم بعد ذلك قرر أن يتخصص في دراسة علم النفس التجريبي، الذي كان آنذاك يدخل في نطاق العلوم الإنسانية، ثم قام بعدها بدراسة الطب بعد حصوله على درجة الماجستير في الفلسفة، لكنه لم يلبث بعد حصوله على درجة البكالوريوس في الطب أن اتجه إلى علم وظائف الأعضاء الفسيولوجيا، وتم تعينه مُعيدًا بمعهد الفسيولوجيا، ثم حصل على الدكتوراة في الطب في ديسمبر 1927م، وكان موضوع رسالة الدكتوراة هو «نظرية تمييز الألوان».
الحياة في إنجلترا
انتقل رانيار أرثر غرانيت إلى إنجلترا حيث عمل هناك لمدة نصف عام مع " السير تشارلز شيرنغتون " في معمله بمدينة إكسفورد، وعاد بعد ذلك إلى فنلندا، ولكنه قرر العودة إلى إنجلترا مرة أخرى بموجب منحة من مؤسسة روكفلر، أما الفترة التي توسطت ذلك فقد قضاها أرثر غرانيت زميلاً في مجال الفيزياء الطبية بمؤسسة " جونسون " التابعة لجامعة بنسلفانيا الأمريكية، وعندما عاد غرانيت إلى فنلندا مرة أخرى تولى منصب أستاذ لعلم وظائف الأعضاء في هلسنغفورس وذلك في عام 1935م.
حرب الشتاء في فنلندا
اسُتهدفت فنلندا عسكريًا من جانب الإتحاد السوفييتي أثناء ما يسمى بحرب الشتاء، وحصل رانيار أرثر غرانيت وقتها على عرضين أحدهما الإنتقال إلى جامعة هارفارد الأمريكية، والآخر الإنتقال إلى معهد كارولنسكا السويدي، ولكن غرانيت فضل الذهاب إلى العاصمة السويدية كوبنهاجن ليقوم بمتابعة دراساته وأعماله البحثية في معهد كارولنسكا، وحصل في نفس العام على الجنسية السويدية، مما أتاح له مواصلة أبحاثه دون أن تقلقه الحرب، وبعد انتهاء الحرب، قام غرانيت بتوزيع حياته ما بين وطنيه القديم والجديد.