يُعد مجالي الجراحة والكيمياء الحيوية من أصعب المجالات الطبية على الإطلاق، وقديمًا كان يقتصر دراستهما على الرجال فقط، ولكن "ريتا ليفي مونتالشيني" تحدت الجميع ونجحت بجدارة في إثبات أن النساء قادرات على تحقيق المستحيل والتعامل مع جميع الصعاب، ووصل نجاحها إلى العالمية بعد أن حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء الحيوية.
نشأتها وحياتها
في عام 1909م، ولدت "ريتا ليفي مونتالشيني" بولاية تورينو في إيطاليا، وكانت عائلتها يهودية من الأثرياء، وكان والدها رجل علم يعمل مهندس كهربائي وعالم رياضيات، إلا أنه وعلى الرغم من ثقافته كان يرى أن المرأة ليست إلا زوجة وأم فقط، ولكن ريتا أقنعته برغبتها في دراسة الطب، ورضخ لطلبها، وكانت ريتا تحب القراءة و تأثرت كثيرًا بـ مؤلفات الكاتب السويدي "سلمى لاجرلوف"، وكانت تعمل كاتبة حتى وافق والدها على دراسة الطب والتحقت بالجامعة في تورنتو، ودرست الخلايا العصبية في مُختبر محلي الصنع، وفي عام 1946م دُعيت "ريتا ليفي مونتالشيني" للعمل في جامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية، وظلت تعمل هناك حوالي 30 عامًا قبل أن تعود أخيرًا إلى إيطاليا، حيث عاشت باقي حياتها في روما، وكانت أيضًا نشطة سياسيًا خلال حياتها، وتوفيت عن عمر يناهز 103 سنة في روما بإيطاليا في 30 ديسمبر 2012م، لتصبح بذلك الحائزة على جائزة نوبل لأطول فترة.
حياتها المهنية
انهت ريتا حياتها الدراسية في عام 1936م بعد تخرجها من جامعة تورنتو ثم عملت معيدة في الجامعة، وتعلمت تقنية صبغ الخلايا العصبية بالفضة تجعل الخلايا واضحة للعيان تحت المجهر، وساهمت في توضيح نظرية تقول إن الإنسان في بداية خلقه وتكوينه يتطور من خلية واحدة تنقسم لتشكيل خلايا جديدة، هذه الخلايا الجديدة تقوم أيضًا بالمزيد من الانقسامات وتتضاعف، و تتشكل شيئًا فشيئًا، ويوجد أنواع مختلفة من الخلايا مع وظائف مختلفة لكل خلية، وقد ساهمت ريتا ليفي مونتالشيني في معرفة العالم و الطب بكيفية عمل هذه الإنقسامات و التشكل في الخلايا.
وتمكنت من اكتشاف عوامل النمو التي تسببت في فهم الكثير من الأمراض، التي كانت تُعتبر في وقت قريب من المشاكل التي يعجز الطب عن فهمها أو إيجاد حلول لها، مثل التشوهات الخلقية وتشوهات الأجنة، و مرض خرف الشيخوخة، وتأخر إلتئام الجروح، والأمراض السرطانية.