هند حازم بطلة الجمهورية فى السباحة
يجب على الشخص أن يساعد نفسه في مواجهة صعوبات الحياة من خلال تقبل النتائج المحتملة للأمور ويتوجب عليه التعامل معها كتجربة حياتية يمكن التعلم منها والتصميم على أن يكون قويًا كي يستطيع المضي قدمًا في خطوات جديدة فمواجهة التحديات يمكن أن تشكل نقطة سيئة في البداية لكنها ستجعل من الإنسان شخصا آخر بكسب شخصية أفضل.
فتاة تعرضت لحادث سير وعمرها 17 عاما، أصابها شلل رباعي، ولم تستوعب ما حدث لها في بداية الأمر، لكنها سرعان ما استعادت قوتها وقررت أن تقهر الظروف، وتحدت الحياة بكل صعوبتها، فلم تتوقف عن الحلم والسعي قدما وراء تحقيقه، أحلامها لم تتوقف عند الإصابة بالشلل الرباعي.
"هند حازم" صاحبة الـ 38 عامًا، لم تتوقف ثانية عن استكمال أحلامها التي استطاعت أن تحققها في نهاية المطاف، حصلت الفتاة الثلاثينية على ليسانس آداب قسم إعلام وعملت كموظفة بمحكمة الزقازيق، حيث تقوم بإدخال البيانات على الحاسب الآلي، ثم الحصول على جوائز وميداليات عدة، فبفضل عزيمتها الصلبة فالشغف والصبر كانا طريقها الدائم لموصلة الحياة بل وتحقيق انجازات كبيرة فى أن تكون سبّاحة ناجحة بعد استكمال دراستها، حيث قررت الخروج من قريتها الكائنة بمحافظة الشرقية.
تقول: "بعد التحاقي بمؤسسة الحسن لدمج القادرون باختلاف لمستخدمي الكراسي المتحركة بمدينة القاهرة، تجدد الحُلم الكبير في أن أصبح لاعبة سباحة وبدأت التدريب بانتظام في القاهرة لكنى توقفت بسبب عدم قدرتي على تحمل نفقات تأجير سيارة نقل من وإلى القاهرة".
لم تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك العقبة، بل مضت في طريقها الشاق نحو تحقيق الأهداف تضيف:" الموضوع كان صعب لأني في منطقة ريفية ومفيش حمام سباحة عشان اتدرب، الحل البديل وقتها أني اركب القطار من بلدي للقاهرة وبعدين أروح مكان التدريب بمترو الأنفاق".
بعد مرور ستة أشهر من التدريب شاركت "هند" في أول بطولة جمهورية لها، وحصدت فيها ميداليتان فضيتان، ليس هذا فحسب بل أمضت فى تحقيق المزيد من النجاحات وحصدت العديد من الجوائز في السباحة أيضا حيث اشتركت فى بطولة الجمهورية للمرة الثانية على التوالي، وذلك بعد مرور ثمانية أشهر فقط، حصدت فيها الميدالية البرونزية، وكانت اللاعبة الوحيدة المشاركة في البطولة من الشلل الرباعي، تقول:"نافست مع لاعبات شلل نصفي أعلى في القدرات الجسدية والحمد لله عبرت المسافات الطويلة 1000 متر في البحر ووقتها استلمت الجوائز دي بفضل ربنا سبحانه وتعالى".
عملت كثيرا على تحقيق لقب "مذيعة" تستكمل قائلة:"اشتركت بعد كده في مسابقات سباحة تابعة لوزارة الشباب والرياضة، ودلوقتي أنا بقدم برنامج على قناة الصحة والجمال وحاليًا عضوة ومقدمة ايفينتات والمسئولة عن العلاقات العامة بفريق الهندرة وده فريق بيسعى لإعادة هيكلة ما تم إفساده من قيم بالمجتمع بوجه عام".
"مفيش مستحيل" رسالة وجهتها الشابة لعموم القراء ولشباب وأبناء جيها ممّن يسعون ليل نهار على تحقيق ذاتهم تقول:"اثبتنا للناس اننا قادرون على تحقيق أحلامنا واحنا بنقدر وبنعرف نعمل كل حاجة ولكن بشكل مختلف وقد نجيد وندير أمورنا أفضل من الأسوياء"
