طباعة

"جمال الغيطاني" بعيدًا عن الفن.. سُجن بسبب الشيوعية وهاجم عبد الناصر والسادات

الجمعة 22/06/2018 10:26 ص

مريم مرتضى

جمال الغيطاني

روائي وصحفي مصري خلق بقلمه عالمًا روائيًا مميزًا، استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا، وتُعد أعمال "جمال الغيطاني" اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا، حيث ساهم في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية، وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة.

ميلاده ونشأته

ولد جمال الغيطاني يوم 1945م بمركز جهينة، إحدى مراكز محافظة سوهاج، لـ عائلة فقيرة ، وكان جده منشدًا ويحتفظ بدواوين الشعر في البيت، تلقى تعليمه الإبتدائي وأتمه في مدرسة الجمالية الإبتدائية، بعد انتقال الأسرة للقاهرة، في عام 1959 م أنهى الدراسة في المدرسة الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية، والتي درس بها ثلاث سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان، وتخرج فيها عام 1962م.

بعد تخرجه عمل لفترة رسامًا للسجاد الشرقي في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجي، ثم ترقى وصار مُفتشًا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، كما عمل مديرًا للجمعية التعاونية لصناع وفناني خان الخليلي.
جمال الغيطاني
جمال الغيطاني
دروس السجن

في عام 1966م، تم اتهام "جمال الغيطاني" بالانضمام لتنظيم الحزب الشيوعي، والدعوة لتغيير النظام، وبناء على تلك الاتهامات تم اعتقاله داخل سجن القلعة، في تصريح سابق له قبل الوفاة أعلن الغيطاني عن مرحلة ما بعد السجن، قائلًا: "وأنا في محبسي قررت عدم الانضمام لأي تيار سياسي مطلقًا ، فأنا ككاتب أشكل حزبًا برأيي وفكري ، فالأديب الراحل "توفيق الحكيم" كان حساسًا في علاقته بالسلطة على الرغم من تعلق عبد الناصر الشديد به، وإرساله لليونسكو سفيرًا حتى يحصل على جائزة نوبل ، إلا أنه كان دائمًا يقول: "أي حاكم مهما كان عظيمًا إلا أنه يريد تأييدك قبل أي شيء" ، وكسرت ذلك مرة عندما وقعت استمارة الانضمام لتيار اليسار عندما كان يرأسه "خالد محيي الدين"، ولكنني سرعان ما انسحبت عندما اكتشفت أن حزب التجمع أصبح ضدنا كأدباء أكثر من السلطة نفسها".

كذلك تعلمت من هذه الفترة أن لا أرتبط بدراسة أكاديمية ممنهجة ، وأن أبدأ في تكوين ذاتي بذاتي ، والحديث عن تكويني قصة تحتاج إلى كتاب، كما أقر قائلًا "أنا مدين لتلك الفترة لأنها عرفتني الفكر الذي أصبح يشكل وجهة نظري فيما بعد وانحيازي للعدالة الاجتماعية والفقراء وبداية انطلاقي لدراسة الفلسفة".
جمال الغيطاني
جمال الغيطاني
علاقته برؤساء مصر ورأيه في ثورة يناير

صرح الغيطاني قبل وفاته عن عدم حبه للرئيس الراحل جمال عبد الناصر؛ قائلًا:" كنت ضد عبد الناصر وسجنت في عهده، ولكني أحببته بعد وفاته وذلك كراهية فيمن أتى من بعده".

وأما عن رأيه في السادات فأعلن قائلًا :" كانت فترة حكم السادات هي أسوأ فترات مصر؛ لأنها هي الفترة التي نعاني آثارها حتى الآن، وأتعجب من تسمية السادات لنفسه " الرئيس المؤمن " ، فهل كان عبد الناصر كافرًا ؟!".

أما عن "مبارك" قال :" لم يكن في الحقيقة مؤذيًا، لكن المشكلة في أسلوب حكمه التي أدت إلى كارثة يناير، وثورة يناير أنا لا أدينها كثورة فأنا رأيت خروج الناس إلى الشوارع والميادين، ولكن ما وراء الثورة هو ما اكتشفنا أنه كارثة فيما بعد".
جمال الغيطاني
جمال الغيطاني