مع بداية دخول التليفونات المحمولة إلى مصر، كانت أجهزة تليفونات نوكيا هي الرئيسية في أيدي معظمنا، فقد كانت تجمع بين الإمكانيات العالية وقتها والسعر المناسب، ولكن مع التطور الرهيب في التكنولوجيا وظهور العديد من المنافسين الأخرين، بدأت مبيعات نوكيا في التراجع وشيئًا فشيئًا انطفت الأسطورة التكنولوجية، ولكن لأنها صعدت على سلم النجاح من البداية فلن يكون من السهل أبدًا النزول مرة أخرى، وحاليًا تسعى الشركة الفنلندية لاستعادة مكانتها القديمة في عالم الهواتف الذكية.
نستعرض لكم في التقرير الآتي أبرز المحطات في مشوار الشركة الفنلندية ورحلتها من مجال الصناعات المطاطية إلى الثورة التكنولوجية:
صناعات المطاط
في عام 1865م، أسس مهندس التعدين " فريدريك إدستام " مطحنة للب الأشجار ببلده تامبري بفنلندا، وبدأ من خلالها في تصنيع الورق، وبعدها بثلاثة أعوام بنى "إدستام" مطحنة ثانية قرب بلدة "نوكيا"، وفي عام 1871م قام بمساعدة صديقه المقرب ليو ميشيلين بإعادة تسمية الشركة وتحويلها إلى شركة مساهمة، وأطلقوا على الشركة اسم "نوكيا"، ومع نهاية القرن التاسع عشر قرر ميشيلين تنويع نشاط الشركة إلى توليد الطاقة الكهربائية وبنوا محطة طاقة تعمل بالماء قريبة من مصانع الورق، وفي عام 1898م استقطبوا شركة "أعمال المطاط الفنلندية" بوصفها زبونًا جديدًا.
شركة غيرت مسار الصناعة
كتب المؤلف دان ستينبوك دراسة إستراتيجية شاملة عن هذه الشركة الرائعة، وطرحها في الأسواق بعنوان "قصة شركة رائعة غيرت مسار الصناعة"، وكتب فيه الكثير من تاريخ الشركة ، وأكد على فكرة أن كل شركة تتشكل وفقًا لهيكل الصناعة التي تنشط فيها، ويرى أن السياسات العامة في منطقة اسكندنافيا ساهمت في توفير بيئة صناعية مشجعة، غير أن شركات مبدعة ومبتكرة مثل نوكيا وأريكسون جعلت من تلك البيئة مصدرًا من مصادر القدرة على المنافسة بنجاح.
وأوضح أنه في الفترة من العشرينيات وحتى الستينيات من القرن العشرين، نمت نوكيا على حساب منتجات شركة "أعمال المطاط الفنلندية" التي شملت الأسلاك المكشوفة، وأسلاك الكهرباء، وأسلاك الهواتف، ومعدات التليفونات، ولكن بعد ذلك تحولت نوكيا في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات إلى التركيز على الأدوات الإلكترونية الشخصية وتلك المستخدمة في الأنشطة التجارية، وقامت بتحديث من قاعدة صناعاتها الأساسية لتشمل الإنسان الآلي والألياف البصرية والأنسجة عالية الجودة، كما استعان قسم الإلكترونيات بالشركة بعدة خبراء زودوا الشركة برؤية إستراتيجية للتكنولوجيا الرقمية في المستقبل ووضعوا الخطط الخاصة بالاستغلال التجاري للتكنولوجيا الجديدة.
وفي عام 1967م اندمجت شركتي "أعمال المطاط الفنلندية" و"الأعمال السلكية الفنلندية" ونوكيا في كيان تجاري واحد يعمل في أربعة قطاعات تجارية هي: قطع الأشجار، والمطاط، والأسلاك، والمعدات الإلكترونية.
عودة العملاق
العملاق وإن خسر معركة فسيظل عملاقًا قد يحتاج وقت للعلاج وإعادة التأهيل
ولكنه لن يخبو أبدًا، هكذا هي نوكيا التي بدأت في الظهور على الساحة مؤخرًا وطرحت
هاتفها الجديد Nokia 6 2018، وهو إصدار جديد من هاتفها
الذكي نوكيا 6 الذي أطلقته العام الماضي 2017، والذي كان أول هاتف ذكي يعيد اسم
نوكيا لعالم الهواتف الذكية مرة أخرى بنظام التشغيل أندرويد.
ويحمل نوكيا 6 الجديد أو Nokia 6 2018 تصميما كاملا من المعدن، ويقع مستشعر بصمات الأصابع على الجهة
الخلفية للهاتف، ويحمل الهاتف منفذًا تقليديًا للسماعات بمقاس 3.5 ميلليمتر، وفيما
يبلغ سُمكه 8.2 ميلليمتر، يبلغ وزنه 172 جرام، ويأتي Nokia 6 2018 بشاشة IPS LCD قياسها 5.5 بوصة بدقة FHD، مغطاة بطبقة من زجاج Gorilla 3 لمقاومة الخدوش والصدمات، والموبايل
مزود بكاميرا خلفية بدقة 16 ميجابكسل بفتحة عدسة واسعة f/2.0 مع وجود فلاش، ودعم ميزة التركيز التلقائي، ودعم HDR مع إمكانية تسجيل مقاطع فيديو
بدقة 1080p، كما زودته بكاميرا أمامية
دقتها 8 ميجابكسل بفتحة عدسة f/2.0 تدعم ميزة التركيز التلقائي،
وتتيح للمستخدم أيضا تسجيل مقاطع فيديو بدقة 1080p.
ويعمل Nokia 6 2018 بمعالج 2.2 جيجاهرتز كوالكوم Snapdragon 630 ثماني النواة مع معالج رسوميات
Adreno 508، ويتوفر الهاتف بذاكرة وصول
عشوائي 3 أو 4 جيجابايت، مع مساحة تخزين داخلية 32 أو 64 جيجابايت يمكن زيادتها من
خلال بطاقات الذاكرة الخارجية حتى 256 جيجابايت، ويدعم نوكيا 6 الجديد كل من شبكات الجيل الرابع للمحمول
4G مع إمكانية تشغيل شريحتين،
بالإضافة إلى تقنية واي فاي وتقنية بلوتوث 5.0 وتقنية NFC، وإمكانية تشغيل راديو FM، مع دعم RDS التي توفر محتوى رقمي مع البث
الإذاعي، ويحمل الهاتف بطارية قدرتها 3000 ميللي أمبير/ساعة تدعم ميزة الشحن
السريع من خلال منفذ USB
Type-C.