كانت حرب أكتوبر ولحظة العبور العظيم حرب وطنية ضد إسرائيل، التي لم تفرق في طلقاتها القاتلة بين مسلم ومسيحي، ولم تفرق قنابلهم بين امرأة ورجل، وعجوز وشاب، وأثناء المعركة اختلطت دماء المصريين جميعًا دون تفرقة بين مسلم ومسيحي، ووقت النصر ردد الجميع وقتها صيحة واحدة "الله أكبر"، الجميع وهب حياته للدفاع عن أرضه وشعبه، والجميع رفعوا على الأعناق من الشيوخ والقساوسة وكافة أطياف الشعب المصرية.
وقد اللواء أركان حرب مهندس " باقي زكي يوسف "، الذي رحل عن عالمنا بالأمس واحد من أهم العناصر القبطية التي شاركت في حرب أكتوبر، على الرغم من صغر سنه وقتها، إلا أنه أطلق الفكرة التي أعادت لنا أرضنا وكرامتنا، فكرة تحطيم خط بارليف، تلك الفكرة الفارقة التي تتمركز عبقريتها في بساطتها وسهولتها.
باقي زكي يوسف
من مواليد عام 1931م، وتخرج في كلية الهندسة جامعة عين شمس قسم ميكانيكا سنة 1954، عُرف باقي يوسف بعد عمله في بناء السد العالي، وكانت القوات المسلحة تطلب مهندسين وقتها، ووقع عليه الاختيار ضمن عشرات آخرين، وانضم لصفوف القتال بعد نكسة 1967م.
ولم يكن هو الضابط القبطي الوحيد في حرب أكتوبر، فقد كان هناك لواء بحري أركان حرب سامي لويس مكرم، و لواء طيار حلمي رياض حلمي، و اللواء سمير عزيز ميخائيل، و الرقيب عادل موريس حنين ، وغيرهم من الأسماء العظيمة.