طباعة

"ذوي الاحتياجات الخاصة من المصريين" هكذا نظر لهم الفراعنة

الثلاثاء 26/06/2018 09:31 ص

وسيم عفيفي

تعد الدولة المصرية القديمة منذ نشأتها هي الأقدم تاريخيا والأكثر التزاما بحقوق الإنسان، دون تفرقة في النوع أو الشكل أو البناء الجسماني فلم تفرق بين الإنسان السليم بدنيا وبين صاحب إعاقة من أي نوع.

بدأت أول مظاهر رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة عند القدماء المصريين عندما أكدوا على أهمية العناية بالفرد وأسرته في حالات المرض والعجز كأسلوب يدعم المجتمع، كما عُرفوا علم الأعشاب لعلاج المرضى وأصحاب العاهات.

ولم يخجل ذوي الاحتياجات الخاصة من تصوير حالاتهم على جدران المقابر فقد عثر على لوح جنائزي معروض بمتحف كارلسبرج فى كوبنهاجن يرجع إلى الأسرة التاسعة عشر منذ حوالي 1250 عاما قبل الميلاد على رجل يعاني من حالة شلل أطفال فلم يمنعه شلله من الوقوف أثناء تقديم القرابين، مستعيناً في ذلك بعصا يستند عليها ليستطيع الوقوف و الإمساك بالوعاء الذي يقدم فيه القرابين.
سيتي الثاني
سيتي الثاني
تمتلئ كذلك مقابر الفراعنة بمناظر من فقدوا بصرهم من العازفين الذين تميزوا بالقدرة على حفظ الترانيم الدينية والجنائزية والمقامات الموسيقية، وبالإحساس الموسيقي، والأذن الموسيقية.

وصورت المناظر المنقوشة على جدران المقابر والعديد من التماثيل الجيرية الصغيرة في المتحف المصري العازف الضرير دائماً ممسكاً بآلة موسيقية قديمة، عزف عليها الأناشيد الدينية الخاصة بالإله؛ حيث يتمنى أن تساعده تلك الأناشيد في البعث مع شروق كل صباح والبعث والخلود في العالم في العالم الآخر.

تلك النظرة لذوي الاحتياجات الخاصة من المصريين لم تختلف أيضاً عن النظرة لكل الأقزام الذين أصيبوا بتشوهات خلقية حيث كان يتم تكليفهم بِحِرَف أو أعمال معينة مثل الحياكة والصياغة والنحت أو تربية الحيوانات الأليفة أو تسلية الملوك بالإضافة لعمل بعضهم في الحقول كمشرفين زراعيين.
أمينيموبي
أمينيموبي
وتؤكد بردية مكتوبة إبان الأسرة الـ 21 تحتوى على تعاليم الحكيم المصري أمينيموبي ، يتحدث فيها عن ذوي الإعاقة في الفصل الخامس والعشرين من التعاليم بقوله "لاتسخرن من أعمى ولا تهزأن من قزم، لا تسخر من الكفيف، ولا تفسدن قصد رجل أعرج، ولا تكونن عابس الوجه حينما يكون قد تعدي الحدود، ولا يعلو صوتك بالصراخ عندما يخطئ.