طباعة

" لو عايزة تنزلي البحر اقلعي هدومك ".. النظرة العنصرية للبوركيني تعود من جديد

الأربعاء 27/06/2018 05:00 م

مريم مرتضى

" لو عايزة تنزلي البحر اقلعي هدومك "

ذهبت مع أسرتها إلى إحدى القرى السياحية بالعين السخنة، طوال الطريق كانت تحلم بتلك اللحظة التي تلمس فيها مياه البحر الدافئة جسدها، لتغمرها بلحظة انتعاش جسدية ونفسية كفيلة بتخليصها من هموم العام بأكمله، ولكن تحول الحلم إلى كابوس في لحظة بعدما منعتها مديرة القرية من النزول إلى البحر لأنها " محجبة " !، وتحول الحماس بداخلها إلى شعور بالإحباط، وسيطر عليها الغضب الشديد، غضب من العنصرية التي تلقتها فقط لكونها امرأة مسلمة تلتزم بتعاليم دينها، وغضب من مديرة القرية المصرية على الرغم من كون مصر دولة إسلامية !، فمن الممكن أن تُبتلع تلك العنصرية في الدول الأجنبية، ولكن ماذا عن المصريين !، لماذا يحاربون " البوركيني " أو اللباس الشرعي للمحجبات في البحر ؟!.
بوست صاحبة المشكلة
بوست صاحبة المشكلة على الفيس بوك

المثير في الأمر أن الأجانب المتواجدون على البحر وقتها وشاهدوا تلك الواقعة، قرروا جميعًا مؤازرتها وبدون اتفاق ارتدى الجميع ملابسه ونزلوا للبحر، واعترضوا على الطريقة العنصرية لسياسة القرية، وطلبوا من السيدة المصرية النزول معهم إلى البحر، حتى أن بعض الرجال كانوا يبحثون عن شئ ما لتغطية رؤوسهم مثلها.


البوركيني في المحكمة
الحقيقة أن هذه الواقعة ليست الأولى أو الوحيدة بسبب ذلك المايوه، فقد وصل أمر الخلافات حوله إلى حد اللجوء إلى القضاء !، حيث شهدت ساحات القضاء الفرنسية معارك سياسية حول قطع ملابس البحر الخاصة بالمحجبات، بعد القرار الفرنسي بحظر ذلك اللباس، وبالطبع لم يكن هدف " عاهدة زناتي " مصممة الأزياء الأسترالية ذات الأصول اللبنانية، وهي تقوم بتصميم تلك القطع قبل ثلاثة عشر عامًا، أن يصل الأمر إلى ذلك، فقط كان كل همها هو إتاحة الفرصة لهؤلاء المحجبات لكي يتمتعن بالبحر والمياه بحرية دون تقييد ولا عُري.
وحتى الآن لا يوجد تفسير واضح لجعل البوركيني رمزًا للصراع الحضاري، فما هو الخطأ في تغطية أجساد النساء الراقدات على الشواطئ ؟!، ولماذا سيكون ذلك تشويهًا لجمال القرية السياحية ؟.
عاهدة زناتي تتوسط
عاهدة زناتي تتوسط عارضات أزياء بالبوركيني


الواقعة الفرنسية والزي الإسلامي

على نفس خطى " دون كيخوته " الذي حارب طواحين الهواء، لاعتقاده أنها تمثل الشياطين، حاربت فرنسا مايوه البوركيني، لاعتقادهم أنه يمثل الهوية الإسلامية، وهدمًا لمبادئ الجمهورية الفرنسية، وذلك على الرغم من تأكيد الكثير من الشيوخ أن ذلك المايوة ليس شرعيًا كما يروج له، وقد أوضحت " كوثر سكراني " صاحبة علامة تجارية شهيرة تتعلق بالبوركيني، في أثناء حوار لها مع وكالة CNN، أن الإقبال على البوركيني من النساء غير المسلمات أكثر من المسلمات، فهناك الكثير من النساء اللاتي يردن حماية بشرتهن فقط، وهو ما يوفره ذلك الزي. 
ويُعد قرار المحكمة العليا الإدارية في فرنسا بمنع البوركيني في عدد من المدن الفرنسية، انتهاك واضح للحقوق السياسية، ولم تتفق جميع الأوساط في فرنسا على ذلك القرار، فانقسمت الساحة السياسية ما بين مؤيد ومعارض، وقرر حزب اليمين السياسي تحويل الأمر لمعركة أكون أو لا أكون.
ووصل الأمر بالتشدد ضد البوركيني، إلى حد أن ذهبت الشرطة الفرنسية إلى إمرأة كانت على إحدى الشواطئ ترتدي البوركيني، وأجبروها على خلع المايوه أمام الجميع.
 لو عايزة تنزلي البحر
الشرطة الفرنسية تجبر
الشرطة الفرنسية تجبر امرأة على خلع المايوه


الحرب تصل مصر

انتقلت شعلة العنصرية بعد ذلك إلى الدول المسلمة وعلى رأسهم مصر، ففي واقعة سابقة شهدتها قرية سياحية برأس سدر، قام مدير القرية بالاعتراض على نزول إحدى السيدات إلى حمام السباحة وهي ترتدي البوركيني، وعندما رفضت الانصياع لكلامه والخروج، أمر المدير عمال القرية بأن ينزلوا بملابسهم الداخلية للسباحة، ووصف الأمر بأنها حولت حمام السباحة إلى ترعة بلدي، قائلًا بصوت عالي "ينفع تنزلوا الحمام بالقرف ده ؟!. 
 لو عايزة تنزلي البحر