قبل 677 عامًا كانت الغزوات الصليبية على أراضي المسلمين قد كثرت بشدة، وكان لـ ألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة أطماع كبيرة تجاه مملكة غرناطة، وقرر التوجه بحملة كبيرة نحوها، وعندما شعر السلطان أبي الحجاج يوسف بن أبي الوليد إسماعيل بضعف جيشه ووسائل الدفاع، أرسل يستنجد بالسلطان أبي الحسن علي بن عثمان ملك المغرب، الذي لبى النداء وأرسل له مدد كبير مع ولده الأمير أبي مالك، ونشبت بين الفريقين معركة دموية في أواسط عام 1339م هُزم فيها المسلمون هزيمة فادحة، وقُتل قائدهم الأمير أبو مالك، وتسببت تلك المعركة في قيام معركة أكبر وأشد تُدعى "معركة الطريف" التي نال فيها المسلمون خسارة فادحة.
حشد الجيوش الإسلامية
بعد تلك الهزيمة المريرة، أعلن السلطان " أبو الحسن علي " عن قراره بالذهاب إلى الأندلس بنفسه للثأر من تلك الهزيمة، وأمر بتجهيز الجيوش والأساطيل الضخمة، وبلغ الأندلس في يوليو 1340 م، ونزل بسهل طريف ولحق به السلطان يوسف بصحبة قوات الأندلس، وكانت الجيوش الأسبانية قد نفذت آنذاك إلى أعماق مملكة غرناطة، ووصلت إلى الجزيرة الخضراء، واستقر الأسطول الصليبي في مياه المضيق بين المغرب والأندلس، ليمنع قدوم الإمدادات والمؤن وأحكموا الحصار حول ثغر طريف وتغلبوا على حراسه، ومضت أشهر قبل أن يقع اللقاء الحاسم بين الفريقين، فوهنت قوى المسلمين بعد أن نفذت منهم المؤن، وكان الجيش الإسلامي عندئذ في السهل الواقع شمال غربي طريف على مقربة من نهر "سالادو الصغير" الذي يصب في المحيط الأطلنطي عند بلدة "كونيل" التي تبعد قليلًا عن رأس طرف الغار.