ترك بأعماله بصمة لا تُمحى في التراث الفني المصري، إذ تميز بأسلوب فريد لم ينافسه فيه مطرب آخر على الرغم من أنه عاصر عمالقة آخرون في مجال التلحين والغناء إلا أنه احتفظ بنكته الخاصة التي جعلت من وفاته خسارة حقيقة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، إنه نجم المونولوج الأول " سيد مكاوي".
ميلاده ونشأته
وُلد سيد مكاوي في أسرة شعبية بسيطة في حى الناصرية بالقاهرة في 8 مايو 1926م, ولازمه ضُعف البصر من صغره حتى تمكن منه العمى في التاسعة من عمره تقريبًا، مما شجع أسرته لدفعه إلى طريق القرآن الكريم، فكان يقرأه ويؤذن للصلاة في مسجد أبوطبل ومسجد الحنفي بحي الناصرية، وما أن تماثل لسن الشباب، حتى إنطلق ينهل من تراث الإنشاد الديني من خلال متابعته لكبار المُقرئين والمُنشدين آنذاك، كالشيخ إسماعيل سكر والشيخ مصطفى عبد الرحيم وكان يتمتع بذاكرة موسيقية جبارة، فما إن يستمع للدور أو الموشح لمرة واحدة فقط، سرعان ما ينطبع في ذاكرتة الحديدية، وكانت والدتة تشتري له الأسطوانات القديمة من بائعي الروبابيكيا بالحي، بثمن رخيص ليقوم بسماعها إرواءًا لتعطشه الدائم لسماع الموسيقى الشرقية.
ابتكار مقدمات غنائية للمسلسلات
عندما رأى مكاوي مدى الإقبال الجماهيري على الأعمال الاذاعية، حاول اقناع المسئولين بالإذاعة بضرورة تطوير شكل المسلسلات الإذاعية بعمل مُقدمات غنائية لها، فكان له الفضل الأول في وضع هذة القاعدة و قدم من خلالها عشرات المقدمات الغنائية لمسلسلات شهيرة للفنان أمين الهنيدي و محمد رضا و صفاء أبو السعود مثل مسلسل شنطة حمزة و رضا بوند و عمارة شطارة و حكايات حارتنا و غيرها الكثير، وحاول سيد مكاوي مراعاة، أن تكون المقدمة الغنائية في شكل كوميدي و يتمتع بخفة ظل حيث كان هو شخصيًا خفيف الظل و من ظرفاء عصرة و قد كانت هذة المقدمات من تأليف صديقيه الشاعران عصمت الحبروك و عبدالرحمن شوقي.
سيد مكاوي المسحراتي
أسندت الإذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي، و أشترط أن يقوم هو بغنائها وقرر الإستغناء نهائيًا عن الفرقة الموسيقية، و تقديم المسحراتي بالطبلة المميزة لتلك الشخصية، و قدم سيد مكاوي ثلاث حلقات فقط مُشاركة مع باقي الملحنين وحققت نجاحًا حلقاته نجاحًا منقطع النظير مما حدا بالاذاعة في العام الذي يلية إلي الإستغناء عن كل المُلحنين المشاركين في ألحان المسحراتي و إسناد العمل كاملًا للشيخ سيد مكاوي، وظل يقدم المسحراتي بنفس الاسلوب حتى وفاته وهو أسلوب على بساطتة الشديدة يُعتبر بصمه فنية هامة في الكلمات و محطة من المحطات اللحنية المُتفردة في التُراث الموسيقي الشرقي.