ولد في ٦ نوفمبر ١٤٩٤م، وتولى الحكم وعمره 26 عامًا، بعد وفاة والده السلطان "سليم الأول"، وظل في الحكم لمدة 46 عامًا، أثناء حكمه قام بفتح شمال أفريقيا، وإمتدت حكمه للمجر وڤيينا وبلجراد، وشهد عهده توسعًا عمرانيًا كبيرًا، كما قام بحملة معمارية في القدس ورمم سورها، أما لقب "القانونى" فإتخذه لأنه عُرف بسنه الكثير من القوانين لتنظيم شؤون الدولة.
كما كان راعيًا كبيرًا للثقافة والفنون والأدب وقد خرق التقاليد الاجتماعية العثمانية بزواجه من واحدة لإحدى جواريه، وكان شاعرًا عظيمًا، يُجيد عددًا من اللغات الشرقية من بينها العربية، ومن ضمن مواهبه كانت قدرته على تشكيل المجوهرات بحرفية عظيمة.
وفاته وتحنيط جثته
توفى السلطان "سليمان القانوني" في 5 سبتمبر 1566م، وقت حصار قلعة "سيكتوار"، واضطر الأعظم وقتها "سوكولو محمد باشا" لمخالفة تقاليد الدفن الإسلامية، و قام بتحنيط جُثمان السلطان، وذلك في محاولة منه لإخفاء وفاة السلطان، حتّى لا يفقد الجنود عزيمتهم و يستكملوا حصار القلعة إلى أن يظفروا بالنصر، لكن للأسف كانت الأرض المحيطة ضحلة و مليئة بالمستنقعات، وكان المكان غير مؤهل للإحتفاظ بجثة لمدة 7 أسابيع أخرى و إلّا سيُكشف أمرها، فاضطروا الوزير الأعظم إلى دفن أعضائه الداخلية "قلبه، كبده، و أعضاء داخلية أخرى" في مكان خيمته التي توفي بها، و قاموا بتحنيط جثمانه حتى وقت نقله إلى اسطنبول.
وقاموا بعدها بإعدام الطبيب و المُساعدين الذين قاموا بالتحنيط لضمان عدم إفشاء السر، و استمر "سوكولو" بعدها في مباشرة المراسم الرسمية، و إطلاق الأوامر نيابة عن السلطان، وأعلن أن السلطان متوعّك و لن يستقبل أحد، إلى أن أتاهم النصر.