طباعة

"أم مريم" تجري على علاج ابنتها : "30 جنيه" تمن الجلسة

الجمعة 06/07/2018 11:31 ص

أحمد حمدي

ام مريم تعانى علاج انبتها

تجلس شاردة الذهن، حائرة البال، لا تفكير سوى فى همومها، التزمت الصمت طويلا لكنه ليس حلا، اعتبرت الجلوس منفردة ربما بديلا عن حالة الإكتئاب التى تحياها بين حين وآخر.

"منى" ابنة الثلاثين عامًا، تسكن بتبة فرعون، شعر بالعجز والقهر، لاتى املا سوى فى علاج ابنتها، التى أصابها مرض الصمم مما جعلتها عاجزة عن الكلام مع المحيطين بها.

قررت "منى" البحث عن غرفة ملائمة لكن ضيق ذات اليد منعها من تحقيق ذلك، الأمر الذى زاد من همومها بعدما عادت من عيادة الطبيب، حيث اجتمع الجيران على مساعدتها وتبرعوا ببعض الألواح الخشبية لبناء غرفة لـ"مريم".

عدم إلحاق ابنتها بالمدرس، أبرز ما يؤرق حياة المرأة الثلاثينية، تقول:" اتجوزت من 5 سنين بعد قصة حب دامت لـ سنة ونصف، خلفت مريم وبعدين اتفاجأت انها لا تتكلم ومصابة بالصمم بعد مرحنا لأكثر من 5 دكاترة وراء بعض ومفيش فايدة فى اى علاج ومش عارفين يلاقوا حل".

وتضيف:" المرض اللى اتفاجأت بيه عند بنتي أثر بشكل كبير على الحاق مريم بمدرستها كغيرها من البنات اللى فى سنها، نفسى اوديها مدرستها تتعلم وتطلع احسن مني، ظروفي على قدى ومش قادرة افر علاج بنتي مكسبي مش كتير ومش لاقيه حد يقف جنبي خالص".

"30 جنيه" تمن الجالسة الواحدة تضيف:"بروح للدكتور كل اسبوع مرتين او تلاتة مش عرافه الاهم على فلوس العلاج والجلسات المتكررة لبنتي، الدكاترة قالوا الجلسات دى ممكن ترجعها تتكلم مرة تانية بس لحد دلوقتي شهرين ونصف مش لاقيه حلول لمشكلتى اطلاقا".

لم تتمالك السيدة الثلاثينة نفسها من هول الفرحة عندما اخبرها حيرانها بتوفير حجرة لمريم نظرا لظروفه االصحية التى تمر بها تقول:" فرحت اوى لما الناس هنا حوليا وفروا لى اوضة لمرين بنتي رغم انى مش قادرة اوفر حاجة من دى لوحدي لكن اهل الخير كتير وربنا يكتر منهم".

تتحدث المرأة الثلاثينية بحسرة شديدة عن عدم التحاق ابنتها بالمدرسة، تقول:"القوقعة هى الحل" سعت المرأة الثلاثينية لتركيب قوقعة لابنتها كى تكون لها علاجا مضاعفا، تضيف:" ركبت لبنتي قوقعة ساعدنى فى تمنها اهل الخير لما سمعوا عن حالة بنتي بجانب الجلسات اللى بتاخدها كل اسبوع عشان توفر وقت وتتعالج بسرعة".

تعمل السيدة الثلاثنينة بائعة ترمس على ناصية شارعها بمنطقة الشرابية تحاول ان تلتقط قوت رزقها من بيع الترمس للجيران والمحيطين بها، اختارت المكان القريب من مسكنها كى تستمر بمراقبة ابنتها ليل نهار، والاطمنئان عليها من وقت لآخر تضيف:" قررت انزل ابيع ترمس وشوية حاجات على الشارع هنا عشان احاول اوفر فلوس لجسات بنتي بشكل يومي طول الوقت بحاول اجمعاى حاجة عشان الدكتور بياخد جلسات اسبوعية 4 مرات أو 3 فى الاسبوع والمرة الواحدة بتيجي بــ 30 جنيه".

لم يغب المشهد المأساوى من ذاكرة السيدة الثلاثينية بعدما التهمت النيران غرفة مرين القديمة، واشتعلت النيران بجميع اجزاء المكان، تضيف:"حمدت ربنا اني أنا وبنتى عايشين ونزلنا من الأوضة، الجيران كلها اتلمت وانا وقفت مقدرتش اتحرك وكنت مذهولة من المنظر والولعة كانت عالية أوي ومسكت في العفش كله".