طباعة

"فاطمة عبد المنعم" سيدة ثلاثينية ذهب لطبيب عيون: اتعميت

الإثنين 09/07/2018 09:00 ص

أحمد حمدي

فاطمة عبد المنعم

"مفيش دكتور النهاردة"
تلك هى الكلمات التى سمعتها سيدة ثلاثينية، بعد ذهابها لعيادة أحد الأطباء، فور إصابة عينيها ببعض الأتربة أثناء هطول عاصفة هوائية محملة ببعض الأتربة.

ليلة مأسوية عاشتها السيدة الثلاثينية" فاطمة عبد المنعم"،  بعد دخولها البيت عندما علمت بظروف بن أخيها فقررت زيارته على غفلة، لكن استقرار الجو لم يساعدها فى اتمام الزيارة وسرعان ما دخلت الأتربة فى رموش العين، فظلت الدموع تسقط على خديها طوال الليل.

السيدة الثلاثينية أم لـ3 أولاد، اتجهت بصحبة واحد من أولادها لإحدى عيادات الرمد بمنطقة كوبرى القبة، نظرا لأن سعر الكشف يناسب ظروفها الصحية، حيث صعدت إلى الطابق الثاني بعد إلقاء السلام على أحد الواقفين على بوابات العيادات دون اهتمام برده للسلام، بحثت عن عيادة العيون والرمد فى عجالة وانتظرت لحين قدوم دورها.

"فاطمة" لاحظت ازدحام العيادة بالزبائن جلست على الباب الرئيسي للعيادة وتحمل ابنها على كتفيها، حتى فاجئها احد الحضور بالجلوس مكانه، نظرا لما تحمله من طفل، ورحمة بحالها البائس تقول:" كنت نازلة رايحة ازوج قريبي وفجأة جريت عليهم لقيت عاصفة جايبة فى وشى ومكنتش عاملة حسابي اصلا، وفجأة مقدرتش افتح عيني من كتر الاتربة اللى دخلت عنيا فجأة فاضطريت انى اروح البيت تاني وملحقتش اروح لهم".

تأتى الرياح بما لا تشتهي السفنُ، اصطدمت السيدة الثلاثينية بالواقع بعد طول انتظار امام العيادة لساعات طويلة، حيث اخبرتها الممرضة بغياب الدكتور وعدم حضوره، تقول:" فجأة بسأل على الدكتور بعد ما فضلت واقفة لوقت طويل، لقيتها بتقولى الدكتور مجاش اصلا، ومبقتش عارفه اعمل ايه، بقيت انا بين نارين ومش عارفة اتصرف ازاى، الحياة جاية عليا خالص".

اندهشت "فاطمة" من الوضع وسألت الممرضة "أمال فين الدكتور" فأجبتها": في إجازة ومفيش دكاترة في الوحدة، كل اللي هنا ممرضين"، جلست فاطمة منتظرة دورها غير مطمئنة لما يحدث، تضيف: " بصت لحالتى بسرعة وانا واقفة قالت لى دى شوية التهابات بسيطة متخافيش ومفيش حاجة، ولقتها خدت ورقة من جبنها وكتبت لى على شوية حاجات اشتريها من غير ما تكشف عليا ولا تسألني حاسة بإيه".

تستكمل:"أشتريت النقط من الصيدلية وكل مرة كنت بحط منها كانت عينى بتوجعني أكتر، ونظري بدأ يضعف مع الوقت ومش عارفه ابطل العلاج والنقط ولا امشى واشتري وأكمل على الكام حاجة اللى كتبتهالى، وفجأة لقيت نفسي اتعميت ومش شايفة اللى قدامي."

تستكمل حديثها والدموع تملأ عينيها، ونبرات حزن عميقة، وأصوات الكلمات متقطعة نظرا  لما آل إليه حالها فتقول:"إزاى يسيبوا ممرضين مش فاهمين حاجة يكشفوا علينا والدكاترة واخدة إجازات ومريحة دماغها"، تعيش "فاطمة" في غرفة بـ"منشية الصدر" برفقة زوجها الذي يعمل أزرقي وبناتها الثلاثة وتضيف: "حقي عند ربنا لأن الغلابة اللي زينا مش بيعرفوا ياخدوا لا حق ولا باطل من حد".