من الظلم الكبير اتهام الفقراء بالإرهاب، فكل كبار الإرهابيين لم يكونوا فقراء في الأصل، ويعتبر نموذج أسامة بن لادن أوضح الأدلة على ذلك، فهو من عائلة ثرية وتعتبر هي الأكثر ثراءاً في العالم الإسلامي.
أمر لافت مع أوائل الثانوية العامة 2018 م أن يكونوا كلهم من الطبقة الأقل من المتوسطة، فظروفهم المادية تحت خط الفقر، وكل واحد منهم له حكاية مع المعاناة، فبعضهم لا يمتلك هاتف محمول حديث، ومنهم من لم ينجح في أخذ الدروس الخصوصية لعدم توفر المال.
من ضمن تلك النماذج حالة الطالبة هاجر الشحات صاحبة المركز التاسع مكرر على مستوى الجمهورية في الشعبة الأدبية، حيث تقول والدي يعمل مزارعاً ووالدتي ربة منزل ولديها 3 أشقاء ولا تمتلك حساباً على الفيس بوك، وتقوم بمساعدة والدها في الغيط".
لا تختلف ظروف هاجر حبشي عن الطالب محمود محمد صبحي، عن سعادته وفرحته الغامرة، بحصوله على المركز الرابع مكرر بالثانوية العامة على مستوى الجمهورية، فهو من أسرة بسيطة ووالدته تعمل بائعة لاسطوانات البوتجاز، وقام بالعمل معها في فترة الدراسة.
تبدو هناك سعادة لسبب آخر من أوائل الثانوية العامة وهو تخرجهم من مدارس حملت أسماء الشهداء، حيث أن هناك 12 طالباً ضمن أوائل الثانوية العامة، خرجوا من مدارس تحمل أسماء بعض شهداء الوطن، سقطوا فى فترات مختلفة، ما بين رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والصحفيين.
فمدارس الشهداء التي تخرج منها أوائل الثانوية العامة هي :-
مدرسة الشهيد الصحفي الحسيني أبو ضيف في سوهاج وتخرج يوسف محمد، أول الثانوية العامة مكرر، شعبة علمى علوم.
مدرسة الشهيد محمد مروان، رئيس محكمة جنح مستأنف شمال سيناء، الذى استشهد فى العريش عام 2015 ضمن مجموعة من زملائه، خرج من المدرسة التى تحمل اسمه شوكت أحمد، طالب شعبة علمى علوم.
وبقية المدارس هي مدارس الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذى أطلق عليه شهيد السلام، والشهيد مصطفى لطفى، رئيس مباحث قسم شبرا الخيمة، الذى سقط فى 2016 بعد تبادل إطلاق نارى مع مجرمين، والمجند رضا عاشور، الذى سقط فى 2011 أثناء حمايته لأحد السجون، والشهيد أحمد عبدالعاطى، جندى القوات المسلحة، الذى استشهد فى فبراير 2018 بسيناء، والشهيد مقدم محمد حبشى، ضابط الأمن الوطنى، الذى استشهد فى حادث الواحات، والشهيد أشرف عجاج، الذى سقط فى كمين بالفرافرة، والشهيد إسماعيل خليل مجند القوات المسلحة، الذى سقط بكمين البرث عام 2017، والشهيد محمود عبادى شهيد الشرطة عام 1949، والشهيد أحمد حسن غنيم، مأمور قسم شرطة القسيمة بشمال سيناء، والشهيد محمد أشرف، ملازم أول قوات مسلحة، والذى سقط فى رفح 2016.
