سبع سنوات هي عمر حرب الشائعات التي واجهتها مصر بدءاً من العام 2011 م حتى الآن، أخذت الحرب 3 أشكال على مدار السبع سنوات، كان أولهم هو التظاهرات الفئوية التي تحولت إلى انقسامات طائفية وطبقية داخل الشارع المصري كان وقودها الشائعات، وليس أدل من هذا على أحداث إمبابة والتي تفاقمت حتى وصلت إلى موقعة ماسبيرو.
مع عهد الإخوان المسلمين أخذت الإشاعات شكلاً مغايراً عن ما سبق، حيث لعبت الآلة الإعلامية الإخوانية على ترويج إشاعات من شأنها تعزيز ثقة المصريين في الرئيس الأسبق محمد مرسي، مثل شائعة موقفه من سوريا وأن قائد حراسته كان هو سجانه قبل الرئاسة.
تغير حكم الإخوان المسلمين وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسي لتدخل مصر في حرب شائعات أشرس من ذي قبل، حيث تورط فيها عناصر داخلية من الإخوان والقوى الثورية، ولعب الخارج دور الحليف لتلك الشائعات عبر مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
نجحت الدولة المصرية في تجفيف المنابع المالية لجماعة الإخوان المسلمين، وفي نفس الوقت قلصت من تواجد منظمات المجتمع المدني ثم ساعدت في تنشيط عمل مركز دعم اتخاذ القرار ليواجه المنظمات الحقوقية بإشاعاتها وتقاريرها السنوية عن الشأن المصري.
دخل موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وصديقه الصدوق تويتر، ليكونا هم الأكثر تأثيراً من أي شيء آخر في التأثير على سير العمل داخل الدولة المصرية، فتجد أن فيديو أو منشور يستعرض مشكلة ما يمكن أن يصل إلى رئاسة الجمهورية لحلها، والعكس كذلك.
صناعة الشائعة الفيس بوكية .. كيف تتم وآليات تطورها ؟
بأبسط الموارد يمكن أن تُصْنَع شائعة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، فقط يجب على الصانع أن يكون قارئاً ومتابعاً جيداً للأخبار، فكل ما يفعله الشخص هو اختيار صورة وقراءة خبر صحيح، ثم تحويله لخبر كاذب ويسوق قصة طويلة ـ شبه محبوكة ـ .
لما بدأ الناس ينصرفون عن قراءة المنشورات الطويلة، تطورت صناعة الشائعة على الفيس فكانت الصورة هي سيدة المشهد، وذلك من خلال وضع عنوان استفزازي ـ فيه بعض الغباء ـ، ونشره عبر موقع الفيس بوك؛ ولما بدأ الكذب يظهر، تطورت الصنعة فتمت إضافة مواقع إخبارية ذات صيت واسع على "لينك وهمي" بعنوان الخبر الكاذب، وأحياناً "استايل" بيدج الموقع الكبير في صورة الخبر.
لماذا يصنعون الشائعة .. السبب مفاجأة
قبل أن يقرر مارك مارك زوكربيرج إعطاء صلاحيات نشر الفيديو عبر الفيس بوك، كانت الشائعة تهدف أولاً لإسقاط الدولة، ثم باتت بهدف الربح أولاً قبل إسقاط الدولة، وذلك عبر Post على الفيس بوك، وتحقق الصفحة التي تنشر الشائعة نسبة إعجابات كبيرة.
مع التنافس بين يوتيوب وفيس بوك، منح الأخير فرصة ذهبية للصفحات بأن تستفيد ربحياً من الفيديوهات، فنسبة الفيديوهات تعزز من انتشار الصفحة مما يفيد أصحابها بقبول إعلانات من صفحات أخرى تصل إلى 5 آلاف جنيه لـ 3 منشورات في 24 ساعة.
وسيلتين تساعدانك على معرفة الشائعة
هناك وسيلتين تساعدانك لى معرفة الشائعة وكشفها وهي
ـ السيرش عبر محركات البحث
إن كانت الشائعة موجودة على شكل تصريح لوزيرٍ أو شخصية مسؤولة، يمكن لك أن تتجه إلى محركات البحث في آخر الأخبار عبر 60 دقيقة "وهي خاصية موجودة في جوجل"، وكتابة نص التصريح أو كلمات دلالية عليه، فإن لم تجد فتلك إشاعة.
ـ الرجوع لـ أصل المعلومة
في حال وجود فيديو مقتطع لتصريح شخصية مسؤولة، فعليك الرجوع إلى Channel مصدر الفيديو الأصلي عبر يوتيوب لمتابعة نص التصريح الكامل، للتأكد من كذب المعلومة؛ أما إن كان المنشور عبر صفحة تنتسب لشخصية عامة فاكتب اسم الشخصية المشهورة في سيرش الفيس بوك حتى تجد الصفحة الأصلية "المحققة".
