طباعة

خبيرة إعلامية لـ"بوابة المواطن": هكذا تدمر الشائعات المجتمعات

الثلاثاء 17/07/2018 11:53 م

سيد مصطفى

الشائعات

قالت حنان حسن إبراهيم، باحثة الدكتوراه بجامعة عين شمس المتخصصة في الإعلام، أإن الشائعة ليست كما يعتقد البعض أنها كذبه، بل هي خبر مختلق، به جزء من الحقيقة والباقي كذب، وهذا الجزء من الحقيقة الذي تنسج حوله الشائعات، فمثلًا شائعة دخول جيش ما لمنطقة تبنى على أساس تحقيقه انتصارات في منطقة أخرى.

وأكدت "إبراهيم" في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن الشائعة تتناقل بأن تكون خبر من شخص لآخر، ثم يأتي الآخر ليضيف عليه، وبمرور الشائعة على العديد من الأشخاص يكونوا أضافوا لها الكثير، حتى تستقر على شكل معين تشكل المعلومات غير الحقيقية فيه الجزء الأكبر.

وأضافت الباحثة، أن الشائعة تأثيراتها جسيمة على المجتمع الذي تدخل إليه، وذلك لأنها توجه الناس إلى عكس مسار الشائعة، فإذا انتشرت في بعض الأماكن أن المياه ستقطع أو سلعة ستختفي يلهث الناس لشراء تلك السلعة أو تخزين المياه بكميات ضخمة، مبينة أنه لتأثير الشائعة قد تلجأ بعض الدول أو الشركات لاختلاقها لإحداث مكاسب من خلفها.

وأوضحت إبراهيم، أن أصعب مرحلة في عملية زرع الشائعة هو أن تكون قريبة للحقيقة ولها شواهد في الواقع كي يصدقها الناس، فعلى سبيل المثال شائعة أن المياه ملوثة جنت منها شركات المياه المعدنية أموال طائلة، واستندت فيها لوجود الكثير من أماكن المياه غير النقية، وهو نفس ما تنتهجه الدول لبث الشائعات باختيار موضوع غامض أو معلومة حقيقة لتبدأ بناء شائعتها عليها.

وأردفت أن الشائعة أقوى أساليب الحرب النفسية لخلق حاجز من الوعي نحو موضوع ما، فإسرائيل روجت بعد نكسة حرب 1967، لفكرة الجيش الذي لا يقهر، لكي تكسر الجانب النفسي لدى المقاتلين العرب في أي مواجهه قادمة، أو نشر الإحباط مثل فكرة سقوط المدن أو هزيمة الجيش في جهة ما، مما يسهل في انهيار الجبهات القوية لانخفاض معنويات الجنود.

وبينت إبراهيم، أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت نقل الشائعات بسرعة جبارة، وجعلتها أقل طلبًا لحبكتها، فيكفي وجود "تويتة" أو "بوست" على موقعي تويتر أو فيسبوك، حتي يتناقل ملايين الأشخاص الشائعة، حتى قبل أن يتبينوا من اتساقها للواقع.