*الفسطاط .. قصة أطول حريق على كوكب الأرض
*نيرون .. المجرم الأشهر
*لندن .. 72 ساعة نيران بسبب مخبز
تمر اليوم ذكرى أشهر حريق في العالم، وهو حريق لندن الكبير الذي اجتث معظم أحياء المدينة التي تأسست في العصور الوسطى، ولم يترك للحاضر سوى بعض المعالم الدالة على هذا التاريخ، وتتناول السطور القادمة أشهر الحرائق في التاريخ.
حريق روما
شهدت روما أكبر تاريخ عرفته مدينة في العالم، حيث دمر نحو ثلثي مدينة روما وذلك في سنة 64 ميلادية؛ وفقا لتأسيس فقد انتشر الحريق سريعا واستمرت النيران مندلعة لمدة خمسة أيام ونصف، فيما لم تتضرر أربعة فقط من أحياء روما الأربعة عشر، ودمرت ثلاثة أحياء تماما فيما تضررت سبعة أحياء ضررا بالغا.
وذكر المؤرخ الروماني، كاسيوس ديو أن نيرون والذي كان إمبراطورا في ذلك الوقت كان ينشد مقطعا قديما من ملحمة شعرية من الأدب الإغريقي تعرف باسم "إلوبرسيس" مرتديا ثيابا مسرحية وقت كانت المدينة تحترق.
حريق لندن
اجتاح الحريق المناطق الرئيسة في مدينة لندن الإنجليزية، واستمر من يوم الأحد الثاني من سبتمبر سنة 1666 حتى يوم الأربعاء الخامس من الشهر نفسه.، وهدمت النيران مدينة لندن القديمة التي بُنيت في القرون الوسطى، والتي يحيطها سور لندن الروماني الأثري، والتهمت النيران حوالي 13000 منزلًا، و87 كنيسة رعوية، وكاتدرائية القديس بولس القديمة، وطالت غالبية مباني المدينة الخاصة بالهيئات والسلطات الرسمية.
حريق موسكو
لم تنجو موسكو من الحرائق الرهيبة، حيث وقع حريق موسكو 1571، عندما داهمت قوات خان القرم دولت كراي الأول مدينة موسكو خلال الحروب القرمية الروسية. قام الخان بحرق الضواحي في يوم 24 مايو ونشرت ريح شديدة مفاجئة النار إلى موسكو واندلع في المدينة حريق هائل، وفر الناس إلى الكنائس الحجرية هربا من النيران، ولكن انهارت الكنائس الحجرية عليهم إما من شدة النار أو ضغط الحشود، والبعض في نهر موسكو، حيث غرق الكثيرين.
انفجرت ذخيرة المدافع في الكرملين وأولئك الذين اختبأوا في القبو ماتوا اختناقا، وبعد انتهاء الحريق وخروج القوات الغازية أمر القيصر بالجثث في الشوارع أن تلقى في النهر، الذي فاض على ضفتيه وأغرق أجزاء من المدينة. كتب جيروم هورسيي أن الأمر استغرق أكثر من عام لإزالة جميع الجثث، ويقدر المؤرخون عدد ضحايا الحريق من عشرة ألف إلى ثمانين ألف نسمة.
حريق مكتبة الإسكندرية
قام يوليوس قيصر في عام 48 ق.م بحرق 101 سفينة كانت موجودة علي شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الإسكندرية بعدما حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا بعدما شعر أن يوليوس قيصر يناصر كليوباترا عليه، وامتدت نيران حرق السفن إلي مكتبة الإسكندرية فأحرقتها حيث يعتقد بعض المؤرخون أنها دمرت.
حريق الرايخستاج الألماني
اشتعلت النيران في 27 فبراير من عام 1933 في مبنى الرايخستاج الألماني، هذا الحدث يعتبر محوريًا في تأسيس ألمانيا النازية، ووصلت النيران في القاعة الرئيسية التي يجتمع فيها النواب
واتهم النازيون مارينوس فان دير لوبي وهو شيوعي هولندي وأحد العاطلين عن العمل الذين أتو مؤخرا إلى ألمانيا، واستخدم الحريق كدليل من النازيين على أن الشيوعيين يحضرون لمؤامرة ضد الحكومة الألمانية.
حريق القاهرة
استيقظ المصريون يوم 26 يناير 1952، على حريق هائل يلتهم العديد من منشآت في مدينة القاهرة، في خلال ساعات قلائل التهمت النار نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة.
والتهمت النار نحو 300 محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر مثل شيكوريل وعمر أفندي وصالون فيردي، و30 مكتبًا لشركات كبرى، و117 مكتب أعمال وشققا سكنية، و13 فندقًا كبيرًا منهاو40 دار سينما بينها ريفولي وراديو ومترو وديانا وميامي، و8 محلات ومعارض كبرى للسيارات.
وفي نفس ليلة الحريق قدم رئيس الوزارة "النحاس باشا" استقالته، ولكن الملك رفضها، واجتمع مجلس الوزراء، وقرر مواجهة الموقف بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، ووقف الدراسة في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى.
حريق الفسطاط
تسبب الصراع على الوزارة بين الأمير شاور حاكم الصعيد والأمير ضرغام، في استنجاد شاور بالصليبيين مقابل أن يدفع لهم ثلث إيراد مصر، واستغل عموري ملك الصليبيين الفرصة وأرسل جيش لغزو مصر.
قرر شاور حرق مصر (الفسطاط) لعرقلة دخول الصليبيين القاهرة، وأمر أهل مصر (الفسطاط) بترك بيوتهم ومحالهم والانتقال إلى القاهرة التى بناها المعز، وقام بإحراق الفسطاط بأكملها، وظلت النار مشتعلة فيها 54 يومًا وكان الدخان يرى على مسيرة 3 أيام، وبذلك ضاع كل أثر للفسطاط التى بناها عمرو بن العاص ولم يبق منها إلا جامع عمرو بن العاص.
حريق طروادة
اشتهرت قصة حصان طروادة، الذي جاء بملحمة الإلياذة والأوديسا، للشاعر اليوناني هوميروس، وهو الحصان الخشبي الذي اختبأ داخله الجنود الإسبرطيون وتسللوا ليلا لفتح أبواب المدينة أمام جيوش الملك مينلاوس ملك إسبرطة بقيادة أخيه أجاممنون. الذي حاصر المدينة المنيعة ردها من الزمن يقارب العشر سنوات وما كان من الممكن إسقاطها إلا بالخدعة.
وأثبتت الإكتشافات الأثرية أن مدينة طروادة احترقت على يد أعدائها اليونان بحرب دامت قرابة عشر سنوات مات فيها الكثير من جنود الطرواد واليونانيون وقد كان من أهم ضحايا هذه الحرب ملك طروادة وأبنه هيكتور وذلك في حوالي سنة 1240 قبل الميلاد
حريق شيكاغو
في عام 1871م اندلع حريق هائل بشيكاغو، مما أدى إلى مقتل 300 شخص وتخليف أكثر من 90 ألف شخص بدون منازل، ويذكر أن التعليقات الصحفية كانت في غاية السخرية حيث كتب أحدهم عنوان "اندلع الحريق عندما ركلت البقرة الفانوس داخل المزرعة".لكن أشارت التحقيقات إلى أن الحريق نشب بسبب تدخين أحدهم للسجائر داخل الحظيرة وتم تبرئ البقرة من هذا الفعل.
حريق كوبنهاجن الكبير
اندلع الحريق عام 1728م بكوبنهاجن بالدنمارك واستمر لمدة ثلاثة أيام، مخلفا بذلك أكثر من نصف المدينة مدمرا وخسارة خمس سكانها ممتلكاتهم، بصرف النظر عن خسائر الممتلكات، إلا أن الحريق سبب أضرارا جسيمة للتراث الثقافي للمدينة وتاريخ العمارة. مما جعله يصنف كواحد من أكبر الحرائق في تاريخ الدنمارك.
