طباعة

"المسرح الفرنسي للكوميديا" صرح في الأزبكية قضت عليه الكوليرا

الأربعاء 25/07/2018 03:00 ص

وسيم عفيفي

الأزبكية سنة 1868 م

تشكلت حدود معرفة مصر بـ "المسرح" في عهد نابليون بونابرت عندما احتل مصر فى أواخر القرن الثامن عشر، وفق ما يؤرخه الجبرتي في كتابه "عجائب الآثار"، فضلاً عن أن جريدة "كورييه دي ليجيبت"، هي أول جريدة حاولت الترفيه عن جنود الحملة الفرنسية في مصر وذلك بنشرها إعلانات عن نوادي وملاهي اجتماعية .

لم تقتصر الجريدة عن نشر هذا الإعلان فقط بل اتبعته بإعلانات كثيرة، فنشرت إعلانا عن جمعية للتمثيل فى القاهرة في 20 ديسمبر سنة 1800 بتمثيل مسرحيتين إحداهما لفولتير .
وقد ذكر المؤرخ الجبرتى ذلك فى تاريخه ضمن حوادث 11 شعبان عام 1215 هـ الموافق 29 ديسمبر 1800 م. 
الخديوي إسماعيل
الخديوي إسماعيل
غير أن الحاكم الذي أظهر روح التمدن الفني كان الخديوي إسماعيل ، وذلك من خلال أمثلة عديدة يأتي على رأسها افتتاحه للمسرح الكوميدي الفرنسي والذي تم افتتاحه في 4 يناير سنة 1868 بعد أن وضع حجر أساسه في 22 نوفمبر سنة 1867 وقد قرر الخديوي إسماعيل أن يجعل المسرح تحت إدارة الخواجة منسي ويتخذ من الأزبكية مكانا للمسرح.

وللمسرح الكوميدي الفرنسي تاريخ عريض من النهضة الفنية بمصر ، يمكن إيجاز هذا التاريخ العريق في سلسلة إنجازات تمت ومنها أنه في 24 مارس 1869 تم إجراء تمثيل مسرحي بهذا المسرح كإعانة للفقراء وتم تحصيل الإيراد الذي بلغ 2200 فرنكاً فرنسياً .


الأزبكية
الأزبكية
وفي 30 إبريل 1869 تمت ليلة موسيقية إيطالية من خلال قصيدة غنائية فى مدح الخديوي ألقيت باللغة الايطالية والتركية والعربية وحضر الخديوي هذه الليلة .

وكما يذكر الرافعي في كتابه "عصر إسماعيل"، فإن سبتمبر 1869 شهد وصول ثلاث بواخر فرنسية وانجليزية وإيطالية إلى ميناء الإسكندرية بها بعض الفرق المسرحية للعمل بمسرح الكوميدي الفرنسي .


عبدالرحمن الرافعي
عبدالرحمن الرافعي
وفي 24 أكتوبر 1870 حضر الخديوي إحدى الحفلات المسرحية بالمسرح الكوميدي وكان بيديه تشجيعا للممثلين مما لفت هذا التصرف أنظار بعض كتاب الصحف والمجلات فى ذلك الوقت فأثبتوه فى كتاباتهم . 

الإسهام المصري في المسرح الكوميدي الفرنسي، كان كما تذكره فاطمة رشدي في مذكراتها حينما فكر عزيز عيد بإنشاء فرقة مسرحية من الهواة باللغة الفرنسية وتضم مصريين لعل أبرزهم استيفان روستي و بشارة واكيم، واستأجر عزيز عيد مسرح برنتانيا في مدخل شارع عماد الدين فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي ونجحت الفرقة نجاحاً كبيراً ، وتوالى عدد جمهورها الذي كانوا من الفرنسيين غير أن الاستمرار لم يكن حليفها لإنشغال أعضاءها بأعمال أخرى في مسارح مختلفة .

وفى 19 يونية 1872 كان هناك طلبا رسميا من عمر لطفي محافظ مصر إلى الخديوي بشأن ترميم المسرح الكوميدي الفرنسي , ويطلب منه عرض هذا الأمر على الخديوي إسماعيل ووافق على ذلك

ثم أصدر بعد ذلك أوامره من سراي عابدين إلى محافظ مصر , يأمره بإبقاء فرقة الراقصات التابعة لمسرح الكوميدي الفرنسي بعد أن أنهت موسمها – بالأوبرا لمدة 15 يوما بداية من يوم 1 أبريل 1875 وصرف 14512 فرنكا للفرقة نظير ذلك .

وقد ظل المسرح الكوميدي الفرنسي في رونقه ونجاحه إلى أن أغلق عام 1884 بسبب تفشي وباء الكوليرا في مصر