طباعة

"افتكروهم لا ننساهم" شهداء كمين المنوات .. حق لا زال ينتظر العدل

الأربعاء 25/07/2018 03:01 م

وسيم عفيفي

شهداء كمين المنوات

إستيقظ أهالي الجيزة وخاصة مدينة الحوامدية في ساعة مبكرة من صباح 27 نوفمبر سنة 2015م، على حادث إرهابي غادر أودى بحياة أربعة من رجال الشرطة الذين استشهدوا، وهم يؤدون واجبهم في كمين المنوات بمنطقة أبوالنمرس بالقرب من المنطقة الأثرية بسقارة مسجلين أسماءهم بأحرف من نور في سجل المدافعين عن استقرار هذا الوطن ضد تلك العناصر التي تحاول النيل من أمن وإستقرار مصر.

الهجوم مسلح نفذه اثنان من العناصر الإرهابية قاما بإطلاق الرصاص عليهم مما تسبب في استشهادهم واستولى الإرهابيان على أسلحة الشهداء بينما فرا هاربين بعدما أطلقا وابلا من الرصاص في الهواء لإرهاب المارة والأهالي الذين أصيبوا بالفزع والرعب من هول كثافة النيران ومفاجئة الجناة لأفراد الكمين.

إنتقلت القيادات الامنية بالجيزة بقيادة اللواء مجدي عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة واللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة إلى مكان الحادث وتم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث وضبط الجناه في الوقت الذي تم نشر عدد من الأكمنة وقوات العمليات الخاصة بالمنطقة الجبلية المحيطة وغلق منافذ ومداخل المنطقة للتوصل إلى مرتكبي الحادث.

وقع الحادث الإرهابي عندما كانت سيارة دورية أمنية تابعة لشرطة السياحة والآثار تقف في كمين امني بمنطقة المنوات أمام كوبري زويل علي طريق المريوطية عندما فوجئت القوات بدارجة بخارية تسير عكس الإتجاه قادمة من أمامهم يستقلها شخصان ملثمان توقفت بشكل مفاجئ أمام سيارة الكمين ونزل أحد مستقليها بشكل سريع ليمطر أفراد الكمين الأربعة بوابل من طلقات الرصاص من بندقية آلية كان يخفيها بين طيات ملابسه.

قام بإطلاق مجموعة من الطلقات بصورة مكثفة في اتجاه أفراد الكمين وهم أمين شرطة مجدي إبراهيم عبد العظيم وأمين شرطة أحمد فتحي حسان والمجندان محمد زارع وأحمد خالد وهم من قوات تأمين المنطقة السياحية بسقارة وأصابهم بمجموعة من الطلقات النارية في أجزاء متفرقة من جسدهم فسقطوا فورا غارقين في دمائهم، في الوقت الذي نزل الإرهابي الثاني وإستولى على أسلحة الضحايا وهي عبارة عن طبنجتين وبندقيتين آليتين وعندما تجمع المارة وعدد من المزارعين الموجودين بالمنطقة بعد سماعهم أصوات الطلقات النارية الكثيفة قام الإرهابيان بإطلاق دفعات من الرصاص في الهواء بشكل سريع حتى لا يعترض طريقهم أحد وإرهاب الأهالي الذين أصيبوا بحالة من الذعر والرعب من هول الصدمة، في الوقت الذي ركب فيه الإرهابيان الدراجة البخارية مرة أخري وفرا هاربين.

انتقلت القيادات الأمنية بالجيزة بقيادة اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بالجيزة والعميد عبدالوهاب شعراوي رئيس مباحث قطاع الجنوب إلي مكان الحادث، حيث كشفت المعاينة الأولية أن الجانيين أطلقا أعدادا كبيرة من الطلقات بشكل كثيف مما أثار حالة من الذعر بالمنطقة التي تشهد مرور سيارات كثيرة خاصة في ساعات الصباح وآخر اليوم لتوجه العمال والموظفين إلي أعمالهم بالإضافة إلى السيارات المتوجهة من وإلي المصانع بمدينة أكتوبر وتبين من مناظرة الجثث أن كل شهيد من شهداء الشرطة قد تلقى ما بين 8 و15 طلقة في جسده.

أشارت التحريات الأولية إلى أن الجانبين درسا المنطقة جيدا وترددا عليها أكثر من مرة قبل تنفيذ جريمتهما النكراء حتى أنهم تعاملوا بشكل سريع مع تجمهر المارة والأهالي بإطلاق الرصاص بكثافة لإرهابهم وقد استمع العميد رجب غراب مفتش المباحث إلي أقوال شهود الحادث من الأهالي الذين قرروا أن الجريمة لم تستغرق سوى بضع دقائق.

فور تم نشر عدد من الأكمنة وقوات العمليات الخاصة والإنتشار السريع لتمشيط المنطقة الزراعية والصحراوية المتاخمة لمنطقة الحادث كما تم تشكيل فريق بحث بالتعاون بين مباحث الجيزة وقطاع الامن العام والأمن الوطني لتحديد الجناة والقبض عليهم.

بعد أسابيع نجحت أجهزة الأمن في إلقاء القبض على الجناة بإشراف اللواء أحمد حجازى، مدير أمن الجيزة، واللواء خالد شلبى، مدير مباحث الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية، الذى قاد الحملة الأمنية بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطنى والعمليات الخاصة، واستهدفت مكان اختباء داخل منطقة زراعية بمنطقة البدرشين، وبمجرد شعور المتهمين باقتحام قوات الأمن حاولوا الهروب، كما تم العثور على الدراجة النارية المستخدمة فى الواقعة وتحديد هوية باقى المتهمين.

وتتوصل أعمال القضاء في محاكمة هؤلاء الجناة حيث قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، يوم 24 يوليو برئاسة المستشار عصام أبو العلا، اليوم الثلاثاء، تأجيل خامس جلسات محاكمة 6 متهمين فى واقعة ضرب كمين المنوات، لـ 13 أغسطس لحضور المتهمين.

واتهمت النيابة العامة 6 متهمين هم كل من احمد ربيع سيد محمد ابو السعود " محبوس " ، علي محمود عبد الله امام " محبوس "، أحمد عيد محمد محمد حسين " محبوس "، وميسرة نشأت جمال محمد خضر " محبوس "، وعمرو محمد ابو سريع عطا الله " محبوس "، محمود رمضان محمود عبد الجواد " محبوس "، بأنهم في غضون الفترة من ابريل 2016 وحتي 4 ديسمبر 2017 بمحافظتي القاهرة والجيزة قام المتهمين بالانضمام الي جماعة ارهابية الغرض منها الدعوة إلى الاخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، بأن انضموا إلى جماعة تنظيم " داعش " تدعو لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتها والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين، واستحلال أموالهم.