طباعة

الأخوان ماهر .. شقيقان رسما مستقبل مصر بالجيش والسياسة مع الثورة

الخميس 26/07/2018 09:01 ص

وسيم عفيفي

الأخوان علي وأحمد ماهر

*الأخوان ماهر .. ظروف النشأة 
*اغتيال أحمد باشا ماهر وصديقه 
*النهاية السياسية لـ علي باشا ماهر

لأسرة سياسيةٍ عريقةٍ ولد الأخوان علي باشا ماهر و أحمد باشا ماهر ، لوالدٍ عمل وكيلاً لوزارة الحربية .
شكل الثنائي أحمد باشا ماهر و علي باشا ماهر ، حالةً سياسيةً فريدة في تاريخ مصر ، يمكن إدراكها بالنظر لتاريخ الرجلين.

فأحمد باشا ماهر من مواليد العام 1888 م ، تلقى تعليمه حتى حصل على ليسانس الحقوق سنة 1908 م ثم اشتغل بالمحاماة وبعدها بسنتين سافر إلى فرنسا ليحصل على الدكتوراة في القانون و الاقتصاد .
تدرج في السلك الوظيفي حتى بدأ اشتغاله بالسياسة مع محمود فهمي النقراشي برعاية سعد زغلول وكونا الوفد المصري .
أحمد باشا ماهر
أحمد باشا ماهر
وفي مطلع العشرينيات ألقي القبض عليه مع النقراشي في قضية اغتيال البشاوات حسن عبد الرازق وإسماعيل زهدي أمام مبنى جريدة السياسة سنة 1922 م ، ثم تم الإفراج عنهما لعدم ثبوت الأدلة .
ومع منتصف العشرينيات تم انتخابه عضواً في مجلس النواب عن دائرة الدرب الأحمر في الهيئة النيابية الأولى ثم أصبح رئيساً للجنة البرلمانية الخاصة بالحسابات، وعضواً في لجان الميزانية والتعليم والدستور بالمجلس.
من العمل البرلماني دخل أحمد باشا ماهر للعمل الحكومي كوزير للمعارف في حكومة سعد زغلول وبعد رحيل الأب الروحي لثورة 1919 م ، ظل أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي ينتقدان زعامة مصطفى النحاس للوفد، ويمقتان نفوذ مكرم عبيد سكرتير حزب الوفد ثم تم إقالتهما من العمل مع النحاس .
خبر عن اغتيال أحمد
خبر عن اغتيال أحمد باشا ماهر
ظلت الخلافات بين الرجلين شديدة حتى كان أحمد باشا ماهر رئيسا للوزراء ووزيراً للداخلية سنة 1944 م وتم تجديد حكومته بعد ذلك بعام ليواجه مسألة إعلان الحرب على المحور للاشتراك في مؤتمر سان فرانسيسكو، لإنشاء عصبة الأمم، فأعلن في 24 فبراير عام 1945 الحرب ضد اليابان وألمانيا، وكانت ألمانيا في هذا اليوم تحتضر وفى طريقها للتسليم، أي أنه لم يكن هناك مخاطر عسكرية من وراء اشتراك مصر في الحرب بجانب الحلفاء، ولما كان الشعب مشحوناً بالكراهية ضد إنجلترا فقد اغتيل في 24 فبراير 1945 بإطلاق الرصاص عليه في البهو الفرعوني لمجلس النواب .
الأخوان علي و أحمد
الأخوان علي و أحمد باشا ماهر
أثر أحمد باشا ماهر تميز في إرثه ، فقد قام بإلغاء مدارس البدو الرحل، وأقام قسماً ليلياً مجانياً بمدرسة الفنون والزخارف المصرية لتعليم حرف النسيج، وصناعة السجاد وأشغال المعادن، والنقش والرسم، والنجارة وأشغال الجلود.

كما تمكن من إلغاء الاستثناءات في ترقيات الموظفين وعلاواتهم ومعاشاتهم ، مع وضع كادر جديد لعمال الحكومة لرفع مستوى معيشتهم ؛ كما كان هو أول رئيس للحكومة يصدر البطاقات التموينية في تاريخ المجتمع المصري.

 رغم زخم سيرة أحمد باشا ماهر لكن إرث شقيقه الأكبر علي باشا ماهر كان أقوى رغم تشابه النشأة، فقد شكل علي باشا ماهر وزارته الأولى سنة 1936 م وعمل على تحسين علاقات مصر بالدول مثل إيطاليا والسعودية، وأسس المجلس الأعلى للإصلاح الاجتماعي عام 1936 م، واهتم بتنظيم القضاء والبوليس، وأنشأ وزارة الصحة عام 1936م؛ وتمسك بسياسة تجنب مصر الحرب، فعمل المستعمر البريطاني على إسقاط وزارته.
محمد نجيب - علي باشا
محمد نجيب - علي باشا ماهر
لكن المستقبل السياسي لعلي باشا ماهر كان بعد قيام حركة الجيش سنة 1952 م ، حيث قام بإلغاء الرتب المدنية "بك/باشا" ؛ كما كان رئيساً للجنة مشروع الدستور التي أمر رجال الثورة بتشكيلها لوضع الدستور الجديد (بعد إلغاء دستور عام 1923، وهذه اللجنة تشكلت من خمسين عضواً ولما انتهت من عملها، في أغسطس 1954، قدمه علي ماهر إلى مجلس قيادة الثورة، ولم يلتفت إليه أحد.

كما أبدى علي ماهر اعتراضه وتبرمه من خطة الضباط الأحرار في إصدار قانون تحديد الملكية الزراعية، فطلبوا منه تقديم استقالته فقدمها في 7 سبتمبر 1952، واختفى علي باشا ماهر عن الأضواء حتى توفي سنة 1960 م