لقي مدير مشروع سد النهضة مصرعه بطلق ناري في الرأس صباح اليوم داخل سيارته الموجودة بوسط ساحة ميسكل في أديس أبابا، وبدأت الشرطة الإثيوبية تحقيقها في الحادث لمعرفة ملابسات وسبب الوفاة.
مثلت حادث اغتيال مدير مشروع سد النهضة لغزاً جديداً يضاف إلى سلسلة الألغاز المتعلقة بعمليات الاغتيالات السياسية في القارة الإفريقية، مما دفع خبراء ومختصين لتحليل الواقعة.
التكهنات لن تكون صائبة
أكدت الدكتورة هدى راغب عوض، خبيرة دولية وأستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن قتل مدير مشروع سد النهضة غريب من نوعه في ساحة الاغتيالات السياسية بالقارة الإفريقية عموماً ودولة إثيوبياً على وجه الخصوص.
وأوضحت هدى راغب في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، أن مقتل مدير مشروع سد النهضة سيمجنيو بيكلي له تفسير واحد وهو أنه دليل على الخلافات السياسية التي تشهده إثيوبيا قبل وبعد اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي، مشيرةً إلى التكهنات حول أسباب وتفاصيل قتل مدير مشروع سد النهضة كلها لن تكون صحيحة حالياً.
وكشفت هدى راغب أن التعقيد في واقعة قتل مدير مشروع سد النهضة أنه ليس صاحب قرار أو وجهاً سياسياً إثيوبياً حتى يتم استهدافه في حال وجود معارضة مسلحة داخل أديس أبابا نظراً لأنه يدير أهم مشروع بالنسبة للدولة الإثيوبية.
واختتمت هدى راغب عوض تصريحها محذرة من التأثر بالشائعات حول قتل مدير مشروع سد النهضة ومحاولة تصديق أي تكهنات لأنها لن تكون صائبة.
أسباب قتل مدير مشروع سد النهضة
أكد اللواء الدكتور علاء عز الدين المدير السابق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية، أن عملية اغتيال مدير مشروع سد النهضة في هذا التوقيت تزيد الوضع السياسي والأمني الإفريقي تعقيداً، مشيراً إلى أن الشعب الإثيوبي تضرر من هذه العمليات.
وأضاف اللواء علاء عز الدين في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن"، أن اغتيال مدير مشروع سد النهضة جاء بالتزامن مع إعلان السلام بين إثيوبيا وإريتريا بعد عشرين عاما من الحرب، مؤكداً أن عملية الاغتيال لها سببين، أولهما إرسال رسالة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي من قِبَل معارضيه الذين يرفضون توجهه السلمي مع مصر وإريتريا.
وأوضح اللواء علاء عز الدين أن السبب الثاني وراء اغتيال مهندس مشروع سد النهضة هو زيادة التعقيد السياسي في العلاقات بين مصر وإثيوبيا، مشيراً إلى أن قتل مهندس المشروع يدفع بالشعب الإثيوبي إلى توجيه أصابع الاتهام إلى مصر من باب أنها المستفيد من وراء القتل دون النظر إلى أنها دولة لا تنتهج العمليات القذرة في حل مسائلها.
واختتم اللواء علاء عز الدين تصريحه بأن عملية الاغتيال ربما تزيد الوضع الدبلوماسي توتراً بين أديس أبابا والقاهرة، مؤكداً أن المغرضين عبر قنوات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي سيلعبون على وتر الشائعات لزيادة الاحتقان الإثيوبي تجاه مصر.
وضع مصر بعد حادث الاغتيال
وأكد اللواء دكتور علاء عز الدين "رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة سابقا"، أن عملية اغتيال مدير مشروع سد النهضة عبارة عن مأساة أمنية دولية تعيش فيها إثيوبيا؛ مشيراً إلى أن دوائر الإعلام الإثيوبية ستتهم مصر بتدبير حادث الاغتيال.
وشدد اللواء علاء عز الدين في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، أن الشعب الإثيوبي لا يعرف الدولة المصرية وطهارة يدها السياسية في أنها لا تقوم بعمليات استخباراتية قذرة لحل مشاكل أمنها القومي، مضيفاً أن موقف الدولة المصرية من إثيوبيا سلمي على المستوى الدبلوماسي رغم التوترات المائية.
وحذر اللواء علاء عز الدين في ختام تصريحه أن الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ستزداد خلال الفترة المقبلة وستوجه أصابع الاتهام إلى أجهزة الدولة المصرية، مشيراً إلى أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والماكينة الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية ستلعب على وتر توريط مصر في عملية الاغتيال، مهيباً بوسائل الإعلام عدم الانجرار إلى الاستفزازات الإخوانية.
