استغرق تحتمس الرابع في نومه مدة كبيرة، ورأى في المنام أن مخلوقاً أسطورياً يتوسل إليه أن يزيل عنه الرمال في الجيزة مقابل أن يمنحه حكم مصر، فنفذ ما رآه في الحلم وجاءت العودة مرة أخرى إلى أبي الهول على يد تحتمس الرابع، وبدأ عهد علم المصريات على يديه.
تحتمس الرابع هو نجل أمنحوتب الثاني والملكة تى-عا، وهو الملك الثامن في الأسرة الثامنة عشر، وقد حكم من الفترة 1401 إلى 1391 ق.م.
كانت رؤيا أبو الهول في منام تحتمس مجرد حيلة سياسيةً ذكية حتى يصل إلى الحكم، نظراً لأن له 4 أشقاء يتنافسون في حكم مصر، فادعى تحتمس الرابع أنه رأى أبو الهول وتحدث معه وأخبره أنه إذا قام بإزالة الرمال المتراكمة على تمثاله وحافظ عليه مما يطمسه عن الأعين فإنه سيمنحه تاج مصر.
سجل تحتمس الرابع هذه الرؤيا على لوحة وجدت بين يدي تمثال أبو الهول، وهذه اللوحة تعتبر دليل على أن تحتمس لم يكن الوريث الحقيقي لعرش مصر وأن أخوته كانوا عقبه في سبيل توليه العرش مما جعله يختلق قصة الرؤيا كنوع من التحايل للاستيلاء على العرش بدون حق شرعى، وقد أزال بالفعل الرمال عن أبو الهول وأقام حوله سورا بناه من اللبن.
يوثق سليم حسن تاريخ تحتمس الرابع، بأنه فور توليه الحكم قام بحملة على شمالي بلاد سورياانتصر فيها وأخمد جميع الثورات التي قامت فيها وعاد من هذه الحملة بالغنائم الكثيرة، وعاد عن طريق لبنان التي أخذ منها كم هائل من أخشاب الأرز لبناء سفينة آمون المقدسة وذكرت قصة الأخشاب على مسلة توجد في روما.
وشهدت علاقات تحتمس الرابع مع سوريا تغيرات كبيرة نتجت عن التحالف السلمي بين المصريين والميتاني والذي توج بالزواج الملكي بين تحتمس الرابع وابنة ارتاتاما الأول ملك ميتاني.
استمر حكم تحتمس الرابع تسعة أعوام وثمانية أشهر توفى بعدها ودفن في مقبرته التي أعدها لنفسه في وادي الملوك وهى المقبرة رقم43 وقد اكتشفها ثيدور ديفيز في عام 1908 ورغم تعرض المقبرة للنهب لكن وجدت فيها عدة قطع اثاث وعربة حربية وقد نقلت مومياؤه إلى المقبرة الملكية لأمنحتب الثاني المقبرة رقم 35 في عهد الفوضى التي حدثت في نهب قبور الملوك للبحث عن الكنوز واكتشفت مومياؤه بواسطة فيكتور لورت عام 1898 م
وتدل مومياء تحتمس الرابع على أنه توفى في حوالي الثلاثين من عمره بسبب نحفه الذي أفقده جهازه المناعي.
