طباعة

"أزمات الباباوات" أحدهم كاد أن يتورط في التجسس والآخر تم اختطافه من الكنيسة

الأربعاء 01/08/2018 08:00 م

وسيم عفيفي

باباوات الكنيسة

118 بابا تولى الكرازة المرقسية منذ تأسيسها إلى الآن ومع كل بطريك منهم قصة مختلفة ترسم تاريخ مصر باعتبارها الدولة التي عرفت العالم ماهية المسيحية، ومضت أزمات عديدة مع الكنيسة غير أن الأزمات الداخلية التي شهدتها الكنيسة خلال الـ 66 عاماً الماضية كانت هي الأسوأ على الإطلاق نظراً لخلافاتها الداخلية.

البابا يوساب .. أزمة الأمة القبطية

خبر وفاة البابا يوساب
خبر وفاة البابا يوساب
تحت شعار "الله ربنا، ومصر وطننا، والإنجيل شريعتنا، والصليب علامتنا، والقبطية لغتنا، والشهادة في سبيل المسيح غايتنا"؛ تأسست جماعة الأمة القبطية على يد إبراهيم فهمي هلال المحامي والذي على ترخيص من وزارة الشئون الاجتماعية بتكوين جمعية دينية اتخذت لها اسم "جماعة الأمة القبطية لحماية حقوق الأقباط".
رحب البابا يوساب بالجماعة سنة 1952 م، وظل منهج جماعة الأمة القبطية إصلاحياً حتى وصلت الكارثة حين وقع الصدام بين الجماعة والكنيسة. 

د. إسحاق حنا
د. إسحاق حنا
يحكي الدكتور إسحاق حنا "الأمين العام للجمعية المصرية للتنوير"، تفاصيل الصدام الذي حدث قائلاً "كان سكرتير البابا يوساب يدعى ملك وزادت سطوته لدرجة جعلته هو الآمِر الناهي في الكنيسة، وشيئاً فشيئاً تلاشت شخصية البابا يوساب.

وكشف الدكتور إسحاق حنا تفاصيل القصة في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية" أن ملك نجح في تكوين ثروة لا بأس بها نتيجة لقيامه برسامة الكهنة والأساقفة مقابل مبالغ مالية دون سيطرة.

البابا يوساب
البابا يوساب
وواصل الدكتور إسحاق حنا حكاية الأمة القبطية قائلاً " قام إبراهيم هلال سنة 1954 بالإقدام على خطف البطريرك الأنبا يوساب الثاني وانتهت بالقبض على رئيس الجماعة وحكم بإدانته وسجنه لمدة ثلاث سنين".

ونفى الدكتور إسحاق حنا تفسير سلوك جماعة الأمة القبطية بـ "العنف"، مشيراً إلى أن كلمة خطف تعني الإرهاب والعنف لكن ما جرى مع البابا يوساب كان مجرد احتجاز نتيجةً لخلافات إدارية لا عقائدية، مستدلاً أن الجماعة الذين خطفوا البابا أخبروا بمكان البابا وهذا ليس سلوك خاطفين أو إرهابيين.


البابا يوساب
البابا يوساب
واختتم الدكتور إسحاق حنا حديثه قائلاً "المسيحية في حد ذاتها كعقيدة لا تعرف فكرة العنف مع أعداءها وبالتالي لا يمكن أن تلجأ له مع رموزها الدينيين الكبار"، رافضاً إلصاق تهمة الإرهاب بالكنيسة عبر خطب رموز الفكر الوهابي قائلاً "العنف عندهم متأصل في كتبهم".
البابا كيرلس .. خطاب كاد أن يوقعه في تهمة التجسس

البابا كيرلس
البابا كيرلس
رغم العلاقة القوية التي تميز بها البابا كيرلس مع الرئيس جمال عبدالناصر لكن كانت هناك محاولات للإيقاع بينهما وعلى رأسها خطاب مزور أرسله البابا كيرلس إلى دافيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل يستعطفه فيه بتسهيل تحصيل ما يخص الأقباط من إيرادات شهرية في القدس ويدعو البابا كيرلس لإسرائيل بالنصر و يشتت من يقف في طريقهم وأن يكون مصيره الغرق في البحر الأحمر.
شغلت هذه القضية الرأي العام خاصةً وأنها جرت في وقت حرج (1960م)؛ وكُلِّفت النيابة العامة بالتحقيق حتى كانت المفاجأة أن الخطاب المزور سببه الراهب أرمنيوس الأنطوني المتهم بالتزوير.
الباحث إيميل عادل وصف الخطاب المزور بـ "أغبى ما يمكن أن يقع فيه أي مبتدئ في التزوير"، مشيراً إلى أنه وبصرف النظر عن وطنية البابا كيرلس وتبرئته من هذا الخطاب لكن هناك ثغرات في الخطاب جعلته ينفي التهمة أصلاً.
الخطاب المدسوس على
الخطاب المدسوس على البابا كيرلس
وقال الباحث إيميل عادل في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، الخطابات المستعملة وقتها استبدلت من كلمة القصر البطريركي إلى المقر البابوي؛ فضلاً عن خلو الخطاب من ختم للبابا أو توقيع منه.
واختتم تصريحه قائلاً أن أي خطاب أو وثيقة أو مراسلة تصدر من البطريركية يُكْتَب فيها التاريخ القبطي قبل الميلادي وهو مالم يحدث في خطاب أرمنيوس المزور، مشيراً إلى أن هدف أرمنيوس كان الوقيعة بين عبدالناصر والبابا كيرلس.
البابا شنودة .. الصدام مع السادات
البابا شنودة والسادات
البابا شنودة والسادات
عندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.

كانت الخلافات بين السادات والبابا شنودة قبل حرب أكتوبر بسبب أحداث الخانكة حول بناء كنيسة في وقت لا تحتمل الدولة فيه أي شيء، ووصل الصراع إلى أشده بعد الحرب مباشرة حتى وقعت أحداث الزاوية الحمراء والتي أدت إلى مقتل 81 مسيحياً مما جعل السادات يصدر قراراً باعتقال البابا وتحديد إقامته وتشكيل لجنة خماسية للقيام بالمهام البابوية، تضم كل من الأنبا مكسيموس، أسقف القليوبية، الأنبا صموئيل، أسقف الخدمات، الأنبا أغريغريوس، أسقف البحث العلمي والدراسات العليا، ومدير المعهد العالي للدراسات القبطية، الأنبا أثانسيوس، أسقف بني سويف والبهنسا، والأنبا يوأنس، أسقف الغربية وسكرتير المجمع المقدس.

ظلت هذه الأسماء مغضوب عليها في الكنيسة طول عهد البابا شنودة، الذي عاد إلى منصبه بعد ذلك، خاصة أن تشكيل اللجنة واختيار الأسماء كان باقتراح من الأب متى المسكين، الذي تجمعه خلافات مع البابا شنودة حول بعض الأمور اللاهوتية والكنسية.
البابا تواضروس .. حق إبيفيانوس
البابا تواضروس في
البابا تواضروس في جنازة إبيفيانوس
حالة من الذهول سيطرت على الأجواء الكنسية في مصر عقب مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون؛ والذي عُثِر عليه مقتولاً إثر ضرب على رأسه داخل أحد ممرات الدير في فجر الأحد، أثناء ذهابه لصلاة القداس.
شارك البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، موكب مثلث الرحمات الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس ببرية شيهيت، الذي تحرك من الكنيسة الأثرية بالدير في اتجاه طافوس الرهبان (المقبرة التي يدفن بها رهبان الدير).
وقال البابا تواضروس: "أمام هذا المصاب الجلل لا يهتز إيماننا بالله ضابط الكل، هو الذى يضبط الحياة وهذا المصاب هزنى أنا شخصيًا"، مضيفًا : "الأنبا ابيفانيوس نموذج مشرق، فقد كان كوكبًا مضيئا، وهو أول اسقف يقام فى عهدى". 
وتابع البابا: "كنت أسترشد به كثيرا في قراراتي فقد كان غزير المعرفة ولم تكن معرفته سطحيا في كل دراساته وحياته والمخطوطات التي يحققها كان عميق المعرفة وكنت أكلفه بحضور المؤتمرات ليمثل الكنيسة فقد كلفته بـ20 مؤتمرا في 5 سنوات ليمثل فيها وجه الكنيسة القبطية ويمثل مصر واستضاءت بمعرفته الأرض".

ووصف البابا تواضروس الأنبا ابيفانيوس بـ"غزير المعرفة"، مضيفًا: نقيم حلقات دراسية للرهبان والراهبات ويتعلم الآباء الكثير منه ويرشدهم ويجيب على الأسئلة وجعل المعرفة في متناول كل الناس".
واستكمل البابا: "كان نموذجا وقامة واحتل هذه المكانة وكان يشرف الكنيسة القبطية أمام كنائس العالم"، متابعًا: "أنتج كتبًا كثيرة وطبعها الدير في مجالات معرفية مختلفة، زرت هذا الدير بعد تعيينه وقضيت يومًا في رحاب الآباء الأحباء ونفتخر بهذا الدير".