طباعة

البابا شنودة .. مُنصف ضحايا ماسبيرو وأبرز داعمي فلسطين

السبت 04/08/2018 12:00 ص

شروق ايمن

البابا شنودة الثالث

مما لا شك فيه أن البابا شنودة الثالث، الذي كان له مواقف فريدة طوال حياته، وطالما اتسم بروحه الفكاهية وعلمه الغريز بين علماء العالم، تلك سمات وههبا الله له دون غيره، ليحظى بتلك المكانة العالية في نفوس المسلمين والمسيحيين، فضلًا عن دوره البارز والملحوظ وبطولاته خارج وداخل مصر أثناء ثورة 25 يناير، مواقفه الهامة في مواجهة الإخوان الإرهابية.

وفيما يلي، ترصد لكم "بوابة المواطن" الإخبارية محطات هامة في حياته وتأثيره على مصر ودول الخارج.

"البابا شنودة.. الداعم الأول للقضية االفلسطينية"
كان من أبرز المواقف في حياة البابا شنودة، تلك التي كانت تُظهر انتمائه الخالص لوطنه وللعالم العربي، حيث كان في المكانة الأكثر أهمية موقفه تجاه القضية الفلسطينية عندما وجه الأقباط بعدم زيارة القدس وسط معاراضات شديدة من حوله، كما أكد في ذلك الوقت أن الأقباط لن يدخلوا القدس إلا وأيديهم في أيدي المسلمين، وحينها لقب بـ "بابا العرب"، ونظم مؤتمر شعبي عريق في الكاتدرائية المرقسية عام 2002، لدعم القضية الفلسطينية عندما كان ياسر عرفات رئيسًا، مما عظم من مكانة البابا عنده وكان يزوره كلما اتجه للقاهرة.
البابا شنودة وياسر
البابا شنودة وياسر عرفات
"البابا شنودة وموقفه مع ثورة 25 يناير"
تحدث قداسة البابا شنودة، في لقاء له مع الإعلامية لميس الحديدي، عن دعوات التظاهر قبل 25 يناير 2011 بأيام، حيث علق قائلًا "بيقولوا يوم 25 يناير هتقوم مظاهرات، ومعروف إيه سبب المظاهرات دي، واحنا لا نوافق على كل هذا، عايزين السلام للبلد لكن الأمر الصحيح مش كل مظاهرة يسقطونها بالعنف أو القمع، إنما الوضع السليم معرفة الأسباب ومعالجتها، الناس اتكلموا في التليفزيون عن الجوع والأسعار.. هل لما نقمعهم عالجنا مشكلة الجوع والأسعار؟، لازم نشوف إيه الموضوع والسبب ونعالج الأمر، لكن بالقمع سيبقى الجوع جوعًا والبطالة بطالة".

واقترح البابا شنودة، خلال حواره، طريقة للحد من التظاهرات حينها قائلًا "ممكن البلد تقول معنديش فلوس أعالج كل هذه الأمور، واقتراحي هو تأجيل بعض المشروعات القائمة، ونأكل الناس".


"دمهم ليس رخيص علينا".. البابا شنودة في أحداث ماسبيرو
بعد ثورة 25 يناير، وقع ما عُرف إعلاميًا بـ "أحداث ماسبيرو"، والذي توفي إثره أكثر من 26 مدني، وأصيب 212 آخرين، معظمهم من الأقباط في اعتصام سلمي احتجاجًا على هدم كنيسة أسوان، حيث ردت الكنيسة لاحتواء الموقف، وقال قداسة البابا شنودة حينها في عظته الأسبوعية "أعزيكم في استشهاد أبنائنا الذين قتلوا في ماسبيرو في هؤلاء الأبناء العزل الذين لم يحملوا سلاحًا مطلقًا، حسب تعليم دينهم الذي يمنعهم من العنف، ولو كان معهم سلاح لظهر أثناء المسيرة من شبرا لماسبيرو، 24 قتيلا وأكثر من 300 مصاب وأن دم هؤلاء ليس رخيصا علينا، ومن محبة الله لهم سمح أن يسلكوا للسماء قبلنا."
أحداث ماسبيرو
أحداث ماسبيرو
"سر قوة العلاقة بين البابا ومبارك"
في عام 1995، حدثت واقعة محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في أديس أبابا، وحينها أسرع البابا شنودة بالرد على تلك الواقعة قائلًا "يا سيادة الرئيس نحن نؤمن بيد الله في الأحداث، حيث كانت يد الموت قريبة منك جدًا ولكن يد الله الحافظة كانت أقرب، الموت كان مشيئة الناس وحياتك كانت مشيئة الله".

وساند قداسة البابا شنودة الثالث، الرئيس الأسبق أثناء مظاهرات 25 يناير التي طالبت رحيله، موجهًا له الشكر في مداخلة هاتفية له عبر التليفزيون المصري، معربًا عن دعمه لمبارك قائلًا: هناك أمور تألمنا من أجلها، وهناك أمور نشكره عليها كثيرًا، ونشكر الرئيس مبارك كثيرًا على تدخله في الأحداث وتعيينه للواء عمر سيلمان نائبًا له والفريق أحمد شفيق لرئاسة الوزراء".

"رحيل البابا شنودة الثالث"
رحل البابا شنودة الثالث، يوم السبت الموافق 17 مارس 2012، عن عمر يناهز 88 عامًا، وتم دفنه في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، الواقع في منتصف الطريق بين القاهرة والاسكندرية.

وتم وضع جثمان البابا على كرسيه البابوي، بقي لمدة ثلاثة الأيام حتى ألقى الأقباط نظرة ا الوداع عليه قبل الجنازة، حيث تم تنظيم قداس الجنازة في مقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية في القاهرة.