طباعة

"بورسعيد".. ملحمة سينمائية رائدة جسدت حال مصر وشعبها وجمال عبد الناصر هو البطل

الأحد 05/08/2018 02:03 ص

عواطف الوصيف

الرئيس جمال عبد الناصر وفيلم بورسعيد

السينما.. واحدة من أهم الوسائل التي يعتمد عليها من أجل الترفيه، والأستمتاع، وهي أحد أهم الفنون التي ترمز إلى طبيعة وسمات البلد التي تنتمي لها، لذلك يستلزم الانتباه لها وجعلها تظهر بصورة تليق بالبلد التي تمثلها

ماهية السينما
تعرض السينما قصص من وحي خيال المؤلف، قصة، من نسج الخيال اتفق مجموعة من الأبطال على تجسيدها، والهدف هو توصيل رسالة للجمهور وبث أفكار ومعتقدات بعينها، لكن وعلى الرغم من أن ما تعرضه السينما عبارة عن خيال مؤلف، إلا أنه لابد وأن يكون محاكيا للواقع الذي يتعلق بالناس، قصة من وحي الخيال لكنها تتحدث عن أزمة إجتماعية أو سياسية، فليس من طبائع الأمور أن يكون المجتمع يعاني من أزمة ما أو يعيش موقف أو يمر بمناسبة وحدث بعينه، وتكون السينما التي تعبر عن حال ولسان الشعب في منعطف أخر ومختلف.
رواد السينما المصرية
رواد السينما المصرية
الستينات وما أدراك ما سينما الستينات والخمسينات
تمكن الفن خلال فترتي الخمسينات والستينات من التعبير عن حال مصر بصورة رائدة، وكيفما قال الكاتب الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، فإن هذه الفترة أنجبت فيها مصر أفضل رموز الأدب والكتابة والفكر، فقد تمكنوا من تنسيق الأفكار بصورة إيجابية، جعلتهم يخرجون بباقة من أفضل الأفلام التي أعربت عن حال مصر، والجميل أنها كانت بصورة إيجابية، ولعل هذا هو سر تعريف هذه الفترة بـ"زمن الفن الجميل"، سواء في السينما أو الغناء، أو الأدب وفن القصة.

سينما الستينات
سينما الستينات
تأميم قناة السويس
كان لتأميم القناة واقع غير عادي على مصر وشعبها بمختف فئاته وطبقاته، حيث شعر المصريون بالحرية الحقيقية، وأكتملت هذه الفرحة لدى الشعب المصري، حينما شارك في الدفاع عن أرضه ووطنه، ولعل بورسعيد تشهد على ذلك، حيث قدم أهلها ملحمة وطنية تاريخية ستظل محفورة في التاريخ وشرف ونبراسا لكل مصري، وهنا يأتي دور السينما الذي كان مشرفا هو أيضا.

تأميم قناة السويس
تأميم قناة السويس
فيلم بورسعيد
جسد فيلم بورسعيد، الملحمة التي مرت بها مصر عام 1956، لدرجة جعلت أبناء بورسعيد أنفسهم يشهدون لكل من شارك في هذا العمل العظيم، من حيث التأليف والإخراج، علاوة على الأبطال الذي أجادوا بصورة غير طبيعية، وكل ذلك بسبب ما يتمتعون به من وطنية وحب حقيقي لبلادهم، ولإيمانهم بقضية مصر، ولقناعتهم بخطوة ناصر وإعلانه تأميم القناة.

براعة نابعة عن إيمان
لا شك أن البراعة التي أدى بها فنانو فيلم بورسعيد، نابعة في المقام الأول من إيمانهم بقضية مصر، ولأنهم على يقين من أن خطوة تأميم القناة كانت أمر ضروري، وحق كان قد آن الآوان لاسترداده، ونتيجة ذلك ظهر هذا العمل بهذه الصورة المشرفة الباقية في وجدان كل مصري، حتى هذه اللحظة.
لوجو فيلم بورسعيد
لوجو فيلم بورسعيد
أمم جمال
تأكيدا بأن الغناء أيضا كان أسلوب قوي يعرب من خلاله عن مشاعر وأهم ما يعيشونه، من حالات ومناسبات يمر بها، نجد أغنية "أمم جمال"، تلك التي تغنت بها الفنانة هدى سلطان، خلال أحداث فيلم " بورسعيد"، والتي كانت معبرة جدا وحماسية بصورة غير عادية، تلك التي أنتهت بجملة أكثر من رائعة، وهي "وجمال أبنك قد حكم" فهنا كانت هدى سلطان وكل فريق العمل الذي تغنى معها كانوا يوجهون رسالة لمصر، وهي أن جمال عبد الناصر أبنها أصدر حكمه وقراره وتمكن من فرض رأيه على قوى الإحتلال على مستوى العالم.

جمال يتربع على قلوب عاشقي السينما
عادة ما يحرص المشاهد على الدخول إلى السينما، ومشاهدة فيلم بعينه، نظرا لحبه إلى بطل العمل، وبعد مشاهدة إعلانه، لكنه في حقيقة الأمر لا يعلم الموضوع أو الفكرة التي يدور حولها العمل، لكن وفي حالتنا هذه، نجد العكس تماما، فقد حرص عاشقي السينما، على الدخول إلى فيلم بورسعيد، لعلمهم بمضمون الفيلم والقضية التي يدور حولها، فيكفي أسمه "بورسعيد" ويكفي أنه يتم إتمامه عام 1957، اي بعد العدوان الثلاثي بعام واحد فقط، مما يؤكد أن حب  جمال عبد الناصر، وحب مصر قد تربعا على قلوب الملايين من عشاق السينما المصرية، قبل نجوم هذا العمل، علما بأن كل واحدا منهم كان بمثابة نجم شباك، لكن البطل هنا لم يكن أيا منهم، وإنما كان جمال عبد الناصر.

الرئيس جمال عبد الناصر
الرئيس جمال عبد الناصر