طباعة

"الفيس بوك" .. سكين يفيدك بمحاربة الفساد ويقتلك بالشائعات

الخميس 09/08/2018 01:00 م

محمود المنشاوي

كان لشَبكات التواصل الاجتماعي كـ"الفيس بوك"، أثرها ودورها في التطور الحادث والنقلة السريعة الحادثة في مجتمعنا، فهي جزء أساسي من حَياة الإنسان اليومية، ومن جانبٍ آخر فإنّ هذه الوسائل جعلت العالم أصغر، حيث ساهمت في إحداث نقلةٍ نوعية وأصبحت الوسيلة المؤثّرة على الفرد في جميع أحداث يومه؛ ففتحت له الآفاقَ لمَعرفة العالم وجَعلته يَتعرّف على ثقافاتٍ جديدةٍ وبلدان لم يزُرها.
لكن هذه النقلة جاءت تاركةً خلفها ظواهر جديدة وتأثيرات مباشرة أدّت لوجودِ العَديد من المُشكلات الحياتية.

"بوابة المواطن الإخبارية"، ناقشت مع مختصين ومستخدمين لـ"الفيس بوك"، أهم السلبيات والإيجابيات لهذه المنصة، وأبرز العوامل الاجتماعية من خلال مختصين.
الفيس بوك .. سكين
الباحث إسلام غزير، إن "الفيس بوك مثله كأي شيء له سلبياته وإيجابياته، وعلى الرغم من أنني أحبه بسبب زيادة المعرفة وسهولة المعلومة، فإن هناك شيئا خطيرًا خاصة الفترة الأخيرة، وهي انتشار الشائعات بسهولة بين مستخدمي الموقع، خاصة الذين لم يتحروا الدقة، إضافة إلى نشر الجهل والخرافات عن طريق تبادل الآراء السطحية الساذجة، وتضييع الوقت في بعض الأوقات، ولتجنب ذلك، ينبغي علينا أن نختار بعناية الأشخاص والصفحات التي نتابعها، ونتأكد من الصدق في الصفحات المهتمة بالأخبار".

ويضيف غزير، أنه "من الناحية الاجتماعية، أصبح استخدامنا معاكسا لما أنشئ الموقع له من الأساس، فالموقع غرضه زيادة الترابط والتواصل مع المجتمع المحيط بك، لكن الواقع يقول إن مستخدمي الموقع بكثرة أضحوا يعيشون في معزل عن الناس، منشغلا بالتعليقات والرد على الناس في العالم الافتراضي، متجاهلا من يعيشون معه في نفس المكان، وأصبح هناك جفاء أسري كبير بسبب انشغال كل أفراد الأسرة بهواتفهم بسبب فيس بوك".

من جانبه قال الدكتور جمال منشاوي، الناشط السياسي، والمفكر الإسلامي، إن "الفيس بوك" من الأشياء العظيمة والمهمة التي ظهرت في الفترة الأخيرة، لكن كل تجربة وإختراع له إيجابيات وسلبيات، فالإيجابيات مثل التواصل مع أناس بعيدين عنك، وقد تكون من الصعوبة بمكان أن تلتقي بهم مرة أخري، كذلك الإطلاع ومتابعة أفكار وأراء لبعض المفكرين أو الدعاة أو السياسيين الذين يصعب أحيانا متابعة إنتاجهم بالطرق العادية، والإطلاع على أفكار مبتكرة أفراد قد لا يعرفهم أحد لكنهم ينطلقون من خلال".
الفيس بوك .. سكين
وأضاف المنشاوي أن من المساوئ له، نشر الشائعات والأخبار "المفبركة" غير الصحيحة والتي قد يصعب التأكد منها، وقد يكون وسيلة للتشهير الشخصي، ونشر الأشياء الإباحية غير المنضبطة أخلاقيا، كما أنه يستهلك الوقت إذا لم ينتبه الإنسان، بالتعود والإدمان على حساب أشياء أهم، وقد يكتفي به الإنسان فيؤدي في أحيان كثيرة إلى العزلة، حتي وإن تواجد الأفراد في مكان واحد، وهذا ملاحظ في جلوس الأسر واجتماعها، فتجد الأغلب منشغلا بـ"الفيس بوك" عن الكلام المباشر، بالإضافة إلى استغلاله في نشر قيم مخالفة للدين والأخلاق، كالإلحاد والإباحية كمواقع الجنس والشذوذ وغيرها.

ويقول مختار سالم، المسؤول الإعلامي بالمركز الإعلامي بجامعة الفيوم،:"من وجهة نظري أن "الفيس بوك" له العديد من المزايا والعيوب، فمزاياه تتمثل في سهولة التواصل بين الأفراد، والحصول على المعلومات والأخبار بشكل أسرع، كما أنه من الممكن أن نحصل علي فرص للعمل من خلال إدارة صفحات "الفيسبوك" مما يعني أنه خلق فرص جديدة للعمل لدى المهتمين بمجال التكنولوجيا".

وأضاف سالم، أن ما يتعلق بعيوبه، فتبدوا كثيرة، كإهدار الوقت بشكل، ومساعدة في انتشار الشائعات وبعض الأخبار غير الدقيقة، لتحقيق نسبة مشاهدة أعلى دون النظر لصحة وجودة المحتوى، كما أنه لم يضع سنا محددة لإنشاء الحساب عليه فحسب رأيي يجب تقنين هذا الأمر فلا يجب أن ينشأ الأطفال والمراهقين حسابات على "الفيس بوك" ".

وقول عبد الله محمد، طالب بكلية الطب، أنه أعطى مساحة انتقاد المسؤولين على تقصيرهم، والمنفذ الوحيد للتعامل بين الناس، ومكان جيد للاعلانات والتسويق، ومن سلبياته، أنه أصبح مصدرًا لإهدار الوقت والجهد، وأصبح منصة لنشر الشائعات دون رقيب أو مراقبة على من يبث تلك المعلومات والأفكار المغلوطة للمستخدمين.

وتقول الدكتورة هبة نبيل، مدرس بقسم علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة الفيوم، إن "الفيس بوك" هو أحد مواقع التواصل الاجتماعي التي ظهرت على الشبكة العنكبوتية ويعد الأشهر بينها، فهو مظهر من مظاهر العولمة فهو يجعل العالم كقرية صغيرة يتواصل فيها الناس بآرائهم وأفكارهم، إلا أنه يعد سيف ذو حدين، يحمل في طياته العديد من الإيجابيات والسلبيات؛ فمن إيجابياته:
تكوين ثقافات وصداقات خارج المجتمع المحلي
سهولة التواصل بين الأشخاص ويعتبر أقل تكلفة من وسائل الاتصال التقليدية 
يمكن من خلاله التعرف على أشخاص جدد وتكوين صداقات خارج المجتمع المحلي والتعرف على الثقافات المختلفة والاستفادة منها بشكل إيجابي
كسر كل القيود التي كانت تعوق عملية التواصل، فأصبح بإمكان الشخص التواصل مع الأصدقاء مهما كانت المسافات، وسهولة عملية متابعة الأخبار ومعرفة كل ما هو جديد.

وتشير أستاذة علم الاجتماع، إلى أن له سلبيات عدة، أهمها: "انتهاك الخصوصية وانتحال الشخصيات، وأصبح خطرا يهدد العلاقات الاجتماعية والأسرية، حيث أصبح سببا في ضعف الروابط والصلات الاجتماعية والأسرية على أرض الواقع، إضافة إلى التشهير ونشر الشائعات والأفكار الهدامة المخالفة للقيم والقانون، وظهور الجرائم الإلكترونية، وعرض المواد الإباحية والخادشة للحياء،كما يؤدى "الفيسبوك" إى إهدار الوقت بشكل كبير فالكثير من الأشخاص لا يستطيعون التحكم وأدى ذلك لما يعرف بالإدمان الإلكتروني".

لذا لابد من التوعية الأسرية والإعلامية بالمخاطر الاجتماعية والأخلاقية الناجمة عن استخدام "الفيس بوك" كوسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي وترشيد استخدام الفيس بوك لتحقيق الاستفادة المرجوة منه.