طباعة

الأندلس .. بدايات الدخول الإسلامي الذي انتهى بالمأساة

الجمعة 10/08/2018 07:03 ص

وسيم عفيفي

حروب المسلمين والقوط في الأندلس

في تاريخ الإسلام دول وممالك ، وفتوح ومآزق ، ومكاسب وخسائر غير أن قصة فتح الأندلس هي من أكثر القصص التاريخية الإسلامية التي يتوقف أمامها الزمن طويلاً بالنظر والتعلم لكل درس في تاريخ ثمانية قرون هي عمر دولة الأندلس في ظل الإسلام
في يوم 1 رمضان لعام 91 هجرية ، وفي عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان وعلى يد القائد العربي موسى بن نصير والقائد البربري طارق بن زياد ، كان بدء فتح الأندلس كانت إسبانيا في الفترة الأخيرة من الحكم القوطي ، تعاني ضعفا سياسيا واجتماعيا يجعلها فريسة لأي غازي يغزوها من الجنوب أو من الشمال .


لذريق
لذريق
كان المجتمع الإسباني في ذلك الوقت ينقسم إلى طبقات يسيطر بعضها على بعض وعلى الناحية الأخرى كانت الدولة الإسلامية بدأت في التعافي من الفتن التي ألمت بها منذ عصر الخليفة عثمان بن عفان حتى عصر الخليفة عبد الملك بن مروان .

ومع استرداد إفريقية من يد البربر وكسيلة ثم كاهنة الأوراس كانت منطقة المغرب العربي غير مؤمنّة برغم هزيمة الروم ، وسبب ذلك يكمن في المملكة التي وراء البحر وهي مملكة إسبانيا وكان موسى بن نصير منذ معاونته في جيش عقبة بن نافع يفكر في هذا الأمر كثيراً ومع توارد الظروف وتعاقبها باتت الظروف تحكم بالوجوب لفتح الأندلس ولكن كيف يتم ذلك.

بدأت القصة عندما أرسل يوليان حاكم سبتة ابنته فلورندا إلى قصر الملك لذريق وبلاطه الملكي لكي تتعلم وتتربى مثل بقية أبناء الأمراء والنبلاء ، إلا أن لذريق اعتدى على شرفها بهتك عرضها وعندما علم يوليان قرر أن ينتقم من لذريق فاتصل بموسى بن نصير وأقنعه بغزو اسبانيا .


كتب عن لذريق
كتب عن لذريق
حينها أوضح يوليان أن إسبانيا تعاني من دمار سياسي ومجتمع وأمني وعسكري يُمهّد للمسلمين أن يفتحوا الأندلس ، فكر موسى في ذلك ثم استجاب أخيراً بعد أن استأذن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.

اشترط الوليد بن عبد الملك على موسى بن نصير أن يبدأ بإرسال طلعات اسكتشافية لبلاد الأسبان وذلك حتى تتسنى للجيوش الإسلامية وقيادتها معرفة ظروف تلك الأرض وشعبها ونظامها السياسي والجغرافي والعسكري وافق موسى على هذا الاقتراح وكلّف طريف بن مالك بالقيام بهذه المهمة وتمت بنجاح عن طريق 100 فارس و 400 مترجل إلى أن جهز موسى بن نصير جيشاً قوماه من سبعة آلاف محارب لفتح الاندلس بقيادة طارق بن زياد .

ظل توغل المسلمين في الأندلس إلى أن كانت المعركة الفاصلة التي دارت بين المسلمين والقوط والتي حددت مصير الأندلس وهي معركة شذونة جنوب غرب أسبانيا والتي استمرت مدة ثمانية أيام من الأحد في 28 من رمضان إلى الأحد 5 شوال عام 92 هـ وكانت معركة شديدة انتصر المسلمون انتصارا عظيما وبعدها تم الانتهاء من فتح الأندلس خلال 3 سنوات شملت الفتح وتوطيد الحكم الذي دام لمدة ثمانية قرون


معركة شذونة
معركة شذونة
كانت بداية الضعف في معركة مغارة دونجا التي انهزم فيها ابن علقمي اللخمي من قوات “بلايه ” وأسفرت عن تأسيس وانتهت بتأسيس أول الإمارات الإفرنجية في شمال الأندلس لتأتي معركة بلاط الشهداء التي وقعت 10 أكتوبر عام 732 م بين قوات المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وقوات الإفرنج بقيادة كارل مارتل وهُزم المسلمون في هذه المعركة وقتل قائدهم وأوقفت هذه الهزيمة الزحف الإسلامي تجاه قلب أوروبا إلى أن ظهر الضعف جلياً عندما بدأ الصراع مع ملك “سرقسطة” ابن هود ولجأ الطرفان يطلبان مساعدة ملوك إسبانيا المسيحيين وكان هؤلاء يساعدون المسلمين على بعض مقابل الحصول على مال أو قلاع أو اراضٍ أو مدن واستمر النزاع بين طليطلة وسرقسطة من عام 1043 إلى 1046 م.

بعد طول فترة صراعات داخلية انتهى بوحدة مملكتي قشتالة وليون تحت راية الملك الفونس السادس والذي تم على يديه فرض الحصار على “توليدو” في عام 1084م.
واستمر الحصار 9 شهور إلى أن استبد الجوع بالناس ولم تفلح محاولات المسلمين في الوصول لتسوية حيث أن ألفونس لم يوافق إلا على استسلام المدينة كاملة وتم ما طلبه واشترطه في 25 مايو 1085م وقام بتحويل المسجد الكبير بتوليدو إلى كاتدرائية وأدى فيها صلاة الشكر وتم منح المسلمين الحرية كاملة لمغادرة المدينة أو البقاء فيها وحرية التصرف في أملاكهم.

وهنا خرج المسيحيون بالأندلس لإرجاع ارضهم و تحريرها من المسلمين واستطاع الملك فيرنانديو والملكة إيزابيلا، استرجاع الممالك العربية في الاندلس الواحدة تلو الأخرى إلى أن سقطت في أيديهم غرناطة آخر قواعد المسلمين سنة 1492 وبسقوطها انتهت حضارة الأندلس.