علق أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والقيادي بحركة فتح، أسامة شعث على مباحثات القاهرة التي تجرى بين الفصائل الفلسطينية اليوم، والتي بدأ التمهيد لها منذ أيام، قائلًا: إن الجهود المصرية ما زالت متواصلة، وتسير في عدة اتجاهات لتحقيق تهدئة على حدود غزة، مع الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن البحث في لتحسين الوضع الداخل الفلسطيني؛ لإجراء مصالحة فلسطينية بين الفصائل الفلسطينية.
وأوضح شعث في تصريح خاص لـ"المواطن" أن العقبة الحقيقية في طريق تحقيق المُصالحة، تتمثل في عدم وجود رغبة لدى حركة حماس بتمكين الحكومة، مُضيفًا أن حركة حماس تريد مصالحة بعيدة عن تمكين الحكومة الفلسطينية؛ واصفًا ذلك بأن حماس تريد أن تجني الثمار قبل أن تزرع، فضلًا عن أنها تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه.
ولفت، إلى أن ذلك لن يُمكن أبدًا، وأن المصالحة الفلسطينية يجب أن تبدأ من النقطة التي توقفت عندها، والتي تتمثل في عدم تسليم حكومة الوفاق الوطني، مُشددًا أنه يجب تسليم حكومة الوفاق الوطني ليتسنى لها القيام بدورها المعهود، لاسيما وأن ذلك ضمن اختصاص الحكومة وليس الفصائل، سواء فيما يتعلق بإدارة الحياة الخدماتية والعلمية، وجباية الأموال والضرائب، ومن ثم يتم منح الموظفين جميعًا حقوقهم كاملة.
ورأى أسامة شعث لن تقدم أي تنازلات على الإطلاق للكيان الصهيوني، ستستغل المباحثات مع الاحتلال الإسرائيلي لابتزاز القيادة الفلسطينية، من خلال الضغط على القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن؛ للاستجابة لمطالب الحركة فيما يتعلق بالموظفين ورفع وتخفيف الإجراءات التي اتخذتها السلطة في غزة، بهدف تخفيف الضغط الاقتصادي الذي تعاني منه حركة حماس، واصفًا ما تقوم به حماس باستراتيجية الخطوة بخطوة، لاسيما وأن حماس تريد استثمار مباحثاتها غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي؛ للاستفادة من المصالحة الفلسطينية لتسجيل نقاط أكثر لصالحها، وليس لتحقيق المصالحة، بل للإبقاء على حكمها لفترة أطول.
وأشار، إلى أن حركة حماس تتبع سياسة الإيحاء، حيث أنها تريد أن توحي للشعب الفلسطيني أنها ستنهي الصفقة بشأن غزة ترضى عنها كل الأطراف الإقليمية، وبعيدًا عن الموقف الرسمي الفلسطيني،لافتًا إلى أن ذلك لن يحدث، لن حينها ستواجه حماس من قِبل فصائل المقاومة المتحالفة معها في غزة، لن تلك الخطوة ستكرس الانقسام.
وعن الضمانات التي من الممكن اتخاذها لالتزام الفصائل الفلسطينية بنتائج المشاورات؛ قال شعث: أن الضامن الوحيد لتحقيق المصالحة هو ثقة جميع الأطرف في الدور المصري الحقيقي، مؤكدًا أنه لن يمكن التوصل إلى تهدئة بين الكيان الصهيوني والجانب الفلسطيني، إن لم تتم المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
وطالب الحكومة المصرية، مواصلة الجهود للضغط وإعطاء ضمانات حقيقية لكل الأطراف على أن يكون هناك اتفاق شامل وكامل للبدء في الإجراءات، وليس اتفاقًا على ما اُتفق عليه، لاسيما وأن هناك عدة اتفاقات بشأن المصالحة لم يُنفذ منها شيء، مُشيرًا إلى أن السبب وراء ذلك أن حكومة الوفاق الوطني لم تتسلم أي مهام من مهامها، سوى إدارة المعابر والتي تعتبر واجهة، تخلت عنها حركة حماس، في ظل وجود حواجز وممرات خاصة بشرطة حماس، في الأبواب الخلفية، إذًا فحركة حماس لها سيطرة غير مُعلنة على المعابر.